بعد اغتيال الضيف، وضْع السنوار في خطر
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

المؤلف
  • إن غياب قائد الذراع العسكرية في "حماس"، محمد الضيف، هو بمثابة تطوُر دراماتيكي في وضع زعيم "حماس" في القطاع، يحيى السنوار، إلى حد يطرح علامات سؤال كبيرة بشأن قدرة إدارته للحركة عبر إسكات خصومه الكثر في قيادة التنظيم الذين لا يكفّون عن التذمر منه في قطر وتركيا ولبنان. من الممكن جداً أننا نقترب من نوع من "انقلاب" داخلي في "حماس" تميل الكفة فيه من السنوار إلى إسماعيل هنية وسائر الشخصيات التي دفعت إلى خارج القطاع بعد إطلاق سراح السنوار سنة 2011 واستيلائه بسرعة على موقع الزعيم الأول.
  • ولقد نجح السنوار في السيطرة على زعامة "حماس" في غزة بفضل الدعم الذي قدّمه إليه الضيف، ومن دون استمرار دعم الأخير، فثمة شك في أن السنوار كان قادراً على الاستمرار في منصبه كالزعيم الأوحد، أو في إمكانه شن هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر. ونشدد على أن الضيف، منذ 2003، كانت له مكانة مقدسة في "حماس"، لأنه لم يلوث يدَيْهِ بالسياسة، وركّز عمله على بناء القوة العسكرية، وبقي فوق الخلافات والخصومات الداخلية التي لا تنتهي في قيادة الحركة، وفي غيابه، فستتغير موازين القوى بصورة مطلقة.
  • منذ الآن، بدأت تصل إلى السنوار المخاوف الأولى من قطر بأن هنية وشركاءه يسعون ليأخذوا منه الصلاحيات التي أعطى نفسه إياها في الحرب حتى الآن بأن يكون وحده من يتخذ القرارات في كل شأن من الشؤون، وقبل كل شيء، إزاء شروط صفقة المخطوفين. فعلى سبيل المثال، خلال فترة طويلة جداً، مَنَعَ السنوار هنية من الذهاب إلى القاهرة، وأكثر من مرة اضطر هنية إلى إلغاء زيارته المقررة إلى هناك، كما أن السنوار هو الذي فرض، عن طريق بطاقات أرسلها مع وكلاء في الاتفاق، شروط "حماس" في الصفقة، وهو الذي قرر مؤخراً التراجع عن المطالبة بوقف إطلاق النار الكامل قبل تحرير الدفعة الأولى من المخطوفين. وهذا الوضع للأمور هو الذي يجب فيه الانتظار أياماً طويلة حتى وصول رسائل السنوار، وهو ما لم يكن مريحاً بالنسبة إلى هنية والذين حوله، أمّا الآن، فَهُم يشعرون بحرّية عمل أكبر بصورة كبيرة، ويريدون استغلال ضائقة السنوار الذي خسر حماية الضيف له.
  • إن كلاًّ من إسماعيل هنية وخالد مشعل وموسى أبو مرزوق وآخرين يؤمنون بأنه يتعين على "حماس" القبول بتسوية بعيدة الأمد كي تصمد بعد الحرب، وَهُم ليسوا مستعدين فقط لأن يتولى الإدارة المدنية أطراف فلسطينية أُخرى، بينهم أنصار محمد دحلان، بل أيضاً هم لا يرفضون دخول عناصر الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية إلى غزة، وَهُم يلمحون بصورة غير علنية إلى أن نزْع السلاح من غزة يمكن أن يأتي في مرحلة لاحقة ضمن إطار اليوم التالي باستثناء احتفاظ "حماس" بسلاح خفيف من أجل الدفاع عن النفس في وجه الخصوم، وَهُم شرحوا في أحاديث خاصة أنهم مستعدون لتقديم تعهدات علنية ومكتوبة بعدم حدوث هجوم ضد إسرائيل.
  • لا حاجة إلى قول إنه يجب التعامل بحذر مع كل هذه التلميحات، لكن من المهم متابعة الصراع الدائر بين السنوار وهنية، والمصريون والقطريون والأتراك سيقفون إلى جانب هنية، لكن إيران وحزب الله سيواصلان تفضيلهما للسنوار.