من أجل "اليد الطويلة"، يجب أن يكون هناك عقل في الرأس
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • بعد أقل من يوم على إصدار محكمة العدل الدولية في لاهاي قرارها بشأن سياسات إسرائيل في غزة والضفة الغربية، هاجم سلاح الجو ميناء الحديدة، ودمر بنى تحتية تابعة للمليشيات الحوثية. وهناك علاقة وطيدة بين الحدثين، ومن المهم بالنسبة إلينا كإسرائيليين أن نفهمها.
  • إن الضربة الجوية على الميناء اليمني هي نمط العمل الذي سيميز حرب إسرائيل في الأعوام القريبة إلى حين سقوط نظام آيات الله في طهران. وإلى حين تغيُر شكل الدولة الإيرانية الأيديولوجي والسلطوي والإمبريالي كلياً، فإنها ستستمر في محاولات إبادة إسرائيل عبر العمليات العدوانية العسكرية من قواعدها في الدول التي تسيطر عليها. هذه هي حلقة النار التي يتحدث عنها المرشد الأعلى الإيراني في كتابه؛ فهو يبني على أن القصف الذي ستتعرض له إسرائيل من جميع الجهات سيؤدي إلى تفكك المجتمع الإسرائيلي والدولة، وهذا ما تحاول إيران القيام به منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، إذ يتم قصف إسرائيل بالصواريخ والمسيّرات من غزة ولبنان وسورية والعراق واليمن، حتى إنه في مساء 14 نيسان/أبريل، تم إطلاق 330 صاروخاً ومسيّرة من إيران ذاتها.
  • وهذا لن يتوقف، وستكون هناك هدن، إلاّ إن إيران قامت ببناء هذه المنظومة من المليشيات المسلحة جيداً كي يتم تفعيلها لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للنظام. ولأن إسرائيل تزعج إيران في الوصول إلى هذه الأهداف، فإن إيران تريد إبادتها. يرى الإيرانيون ما يحدث في الجليل المحروق والمتروك، وهذا يقنعهم بأنهم على الطريق الصحيح، وأن إسرائيل في نهاية المطاف ستتفكك.
  • لذلك، وقبل أن تتخطى إيران العتبة النووية، يجب على إسرائيل أن تعمل، فالأخطر هو أن تتعداه. في حال كانت هناك حكومة مسؤولة في القدس، وأنا على قناعة بأنها ستكون، فإنه سيكون عليها العمل ضد قواعد إطلاق أذرع إيران بعيداً عن الحدود الإسرائيلية، كالحديدة الموجودة على بعد نحو 1700 كيلومتر عن قواعد النقب، وهذا ينطبق على العراق وأيضاً على شمال سورية. وهذه ستكون حرباً على مسافات طويلة، وسيتم خلالها تفعيل القدرات البعيدة المدى والقوية، وفي مرحلة ما، إيران أيضاً لن تكون محصنة. ليس لدينا خيار آخر.
  • منذ 57 عاماً ولا تزال إسرائيل تسيطر في الضفة الغربية. فماذا يحدث الآن في سنة 2024 كي يصدر هذا القرار المعادي لإسرائيل من لاهاي؟ طالما لم يتم إغلاق الباب أمام تسوية دائمة، فإن سيطرة إسرائيل على خُمْسِ أرض إسرائيل، التي يعيش فيها 5.5 مليون فلسطيني، لا تُعتبر احتلالاً نهائياً ولا يمكن العودة عنه. إن خطوات الضم التي يقوم بها سموتريتش ومن يطيعونه، معناها الضم الفوري والمطلق للضفة الغربية، ولا يوجد لدينا شركاء في العالم يدعمون ذلك، إنما يوجد معارضون بحدّة، ومنهم أصدقاء إسرائيل سابقاً. وإذا لم نلغ سيطرة أنصار سموتريتش على ما يجري في الإدارة المدنية، ولم نوقف تفكيك اقتصاد السلطة الفلسطينية، أو نوقف التطهير العرقي الذي يقوم به المستوطنون المتطرفون في المناطق "ج"، فسنبقى لوحدنا، بالضبط كما حدث في قاعة المحكمة في لاهاي.
  • في الأعوام القريبة، سيكون علينا القيام بالمزيد من عمليات "اليد الطويلة"، لكن من دون عقل، فإن اليد الطويلة لن تستطيع الضرب.