الصفقة، مفيدة أم ضارّة؟
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • هذه الحملة الشعبوية، والمدعومة، التي انطلقت تحت شعار "التوصل إلى صفقة بأيّ ثمن"، والمعروف أن أهدافها تتمثل في إسقاط الحكومة، من نتائجها إبعادي وإبعاد أمثالي عن تأييد هذه الخطوة. فالذين يعبّرون عن مواقفهم في هذا الشأن يجب عليهم الاعتراف، بتواضع، بأن تفاصيل الصفقة غير علنية، وأنه من غير الواضح، مطلقاً، أن "حماس" مستعدة للتوصل إلى صفقة.
  • سأحاول فيما يلي تحليل الوضع، في ضوء إدراكي أن الصفقة التي تتم بلورتها مكونة من عدة مراحل:
  • تتمثل المرحلة الأولى في إطلاق سراح عدد يتراوح ما بين 20 و30 مخطوفاً، هم في معظمهم، من النساء والأطفال والشيوخ والمرضى، من الأحياء، في أغلبيتهم، في مقابل وقف القتال بصورة موقتة والانسحاب من غزة بضعة أسابيع، وعلى ما يبدو أيضاً: إطلاق سراح عدد محدد من "المخربين".
  • أمّا المرحلة الثانية، فتتمثل في إطلاق سراح بقية المخطوفين، الأحياء منهم والأموات، ووقف القتال، وانسحاب تام للجيش الإسرائيلي من القطاع. علينا أن نفهم، ونتفق على أنه إذا لم يتم التوصل إلى تفاهمات بشأن المرحلة الثانية (وهناك احتمال كبير بشأن حدوث ذلك بسبب النواقص الكثيرة الكامنة فيها)، فإن مسألة إطلاق سراح بقية المخطوفين لن تكون ممكنة.
  • ظاهرياً، هذا هو مخطط الصفقة المكونة من مرحلتين. ويمكننا أن نتفق على أجزاء من مخطط المرحلة الأولى، الذي سيؤدي، عملياً، إلى إنقاذ حياة مخطوفين بصورة مؤكدة، وشرطه التالي:
  1. عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا، أو معبر رفح، محوري التهريب، والإمداد، والتسلح الرئيسي لحركة "حماس". لن نتخلى عن السيطرة الكاملة على هذين المحورين، لا فوق الأرض، ولا تحتها، وإلى الأبد.
  2. عدم الموافقة على إطلاق سراح كبار "الإرهابيين". وإطلاق سراح الذين نوافق عليهم من الأسرى نحو غزة، وليس إلى الضفة الغربية، على أمل ألّا يحاول هؤلاء حفر أنفاق في حياتهم.
  3. أن تكون المنطقة العازلة بعرض كيلومتر على امتداد القطاع، وأن تظل هذه المنطقة خالية من الوجود العربي، ومن المباني، وأن تُمنع فيها أيّ استخدامات أُخرى، وإلى الأبد. سنتخلى عن محور نيتساريم في هذه المرحلة، على الرغم من أهمية وحيوية هذا المحور، فيما يتعلق بالسيطرة على القطاع. في هذه المرحلة فقط، سننسحب من هذا الممر لمصلحة الصفقة.
  4. أن تتمتع إسرائيل دائماً وأبداً بحرية العمل والإغارة من أجل إحباط "الإرهاب"، فضلاً عن الحفاظ على حرية العمل في الرقابة على إعادة إعمار الشبكات والبنى التحتية في القطاع، وصولاً إلى الحؤول دون إعادة تأهيل الشبكات التحت أرضية.
  5. أن يسود تفاهُم وتوافُق على أن المرحلة الثانية من الصفقة تشوبها نواقص كثيرة لن نتمكن من الموافقة عليها، ولذا، فإنها لن تتم، على ما يبدو.
  • إن إطلاق سراح سائر المخطوفين، سواء أكانوا أحياءً، أم أمواتاً، سيكون فقط من خلال نشاط عسكري. يجب الحفاظ على مصادر المعلومات الاستخباراتية ذات الجودة الفائقة، من المهم جداً استيعاب هذا الأمر، وينبغي لجميع مَن لديهم علاقة بالأمر، وخصوصاً عائلات الأسرى، فهم هذه المسألة والموافقة عليها. إنه قرار أخلاقي صعب، يفرض علينا السير نحو المرحلة الأولى من الصفقة، لا غير. وإلى جانب ذلك، هناك حاجة إلى التأكيد أنه في حال عدم توصُّلنا إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، علينا تجديد القتال، بصورة فورية، وبكثافة نارية عالية.
 

المزيد ضمن العدد