قال مسؤولون أميركيون لصحيفة "نيويورك تايمز"، في سياق تقرير نُشر أمس (الخميس)، إن إسرائيل بذلت كل ما في وسعها في حملتها العسكرية ضد حركة "حماس" في قطاع غزة، وأكدوا، في الوقت نفسه، أن الجيش الإسرائيلي لن يكون قادراً على القضاء على الحركة بشكل تام.
ونقل التقرير عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين حاليين وسابقين قولهم إن اتفاقاً فقط، وليس الضغط العسكري، يمكن أن يضمن إطلاق 115 مخطوفاً إسرائيلياً، حياً وميتاً، ما زالوا في غزة منذ اختُطفوا يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقال رئيس القيادة المركزية الأميركية السابق الجنرال جوزيف فوتيل للصحيفة: "لقد تمكنت إسرائيل من تعطيل ’حماس’ وقتل عدد من قادتها والحدّ إلى درجة كبيرة من التهديد الذي كانت تشكله لإسرائيل قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر".
ورداً على تقرير "نيويورك تايمز"، قال الجيش الإسرائيلي إن الجيش وقادته ملتزمون تحقيق أهداف الحرب المتمثلة في تفكيك "حماس" وإعادة المخطوفين الإسرائيليين، وسيستمرون في العمل بعزم لتحقيق هذه الأهداف.
ويبدو أن هذا التقييم الأميركي يعكس تقييم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي وصف، في وقت سابق من هذا الأسبوع، كلام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن الانتصار المطلق على "حماس" بأنه مجرّد هراء.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تحدث مع غالانت يوم الثلاثاء الماضي بشأن التهديد من إيران وحزب الله، وهو يشاطر وزير الدفاع تقييمه بأن التوصل إلى اتفاق [مع "حماس"] هو في مصلحة إسرائيل.
ونقل تقرير الصحيفة الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "حماس" تلقت ضربة قوية عندما اجتاحت إسرائيل مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع في أيار/مايو الماضي، وهو ما أدى إلى إغلاق طريق تهريب الأسلحة الرئيسي للحركة.
ووفقاً للصحيفة، باتت "حماس" مقيّدة إلى الحدّ الذي يجعلها مستعدة للتنازل عن السيطرة المدنية على غزة، بعد وقف إطلاق النار، كجزء من الاتفاق.
وقال المسؤولون الأميركيون إن المدة التي قد تكون الحركة مستعدة خلالها للقيام بذلك، تعتمد على كيفية تطوّر الأحداث وما تتنازل عنه إسرائيل. كما قال مسؤولون أميركيون وغربيون آخرون إن ما سيأتي بعد "حماس" يظل أكبر مجهول لكل من إسرائيل والفلسطينيين.
واستشهدت "نيويورك تايمز" بأقوال محللين وصفوا استراتيجيا إسرائيل ضد ما تبقى من "حماس" بأنها لعبة "ضرب الخلد". وبدا أنهم متشككون في أن هذه الاستراتيجيا ستحقّق كثيراً من الإنجازات، وأكدوا أن الحركة التزمت استراتيجيا الصمود منذ بدء الحرب. وقالت دانا سترول، وهي مسؤولة كبيرة سابقة في شؤون الشرق الأوسط في وزارة الدفاع الأميركية [البنتاغون]: "إن ’حماس’ منظمة إرهابية، وبالنسبة إليها، فإن مجرد النجاح في الصمود هو انتصار. وستستمر في إعادة تشكيل نفسها والظهور، بعد أن يقول الجيش الإسرائيلي إنه قام بتطهير منطقة ما، من دون خطط متابعة للأمن والحكم في غزة".
وقال رالف غوف، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية [السي آي. إيه]، والذي خدم في الشرق الأوسط: "’حماس’ استُنزفت إلى حد كبير، لكن لم يتم القضاء عليها تماماً، وقد لا يتمكن الإسرائيليون قط من تحقيق الإبادة الكاملة لهذه الحركة".
غير أن يعكوف عميدرور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي واللواء في الجيش الإسرائيلي، أكد اختلافه مع هذا الرأي، وقال للصحيفة إن إسرائيل لا تزال لديها مكاسب لتحقيقها في غزة.
وأضاف عميدرور: "إذا سحبت إسرائيل قواتها الآن، فستعود ’حماس’ قوية مرة أُخرى خلال عام". وأكد أن الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى شهرين، أو ثلاثة أشهر أُخرى في جنوب قطاع غزة ووسطه، قبل التحوّل إلى مداهمات وضربات استخباراتية تستمر مدة عام للقضاء على بقايا الحركة.