أجهزة الأمن الإسرائيلية فهمت أن عليها معالجة شمال الضفة
تاريخ المقال
المصدر
- تثبت العملية العسكرية في الضفة الغربية أن أجهزة الأمن الإسرائيلية فهمت أنه لا يمكن الاستمرار في ترك الميدان للعمليات الدقيقة. وبحسب مصدر في الجيش الإسرائيلي، فإن "شمال الضفة تحوّل إلى مشكلة"، وبذلك عبّر عمّا يفهمه كثيرون من الإسرائيليين.
- العبوات الكثيرة التي تم الكشف عنها في الميدان، وبعضها ذو قدرة تدميرية استثنائية، والعملية في تل أبيب التي انتهت من دون خسائر بشرية بمعجزة، بالإضافة إلى استمرار "المخربين" في محاولات مراكمة القوة - أمور كلها شكّلت صورة مُقلقة. ولذلك، تم التوصل إلى استنتاج واحد لا يمكن منعه: يجب العمل بصورة غير مسبوقة في الميدان.
- حوالي الساعة الواحدة من فجر يوم أمس (الثلاثاء)، خرجت قوات كبيرة إلى مخيمَي اللاجئين، "الأكثر إشكاليةً"، في شمال الضفة - مخيم جنين للاجئين ومخيم طولكرم. وجرفت القوات الطرقات بالجرافات التي رافقتها ضربات جوية، في محاولة لتفكيك "دولة الإرهاب" التي قامت في هذه المنطقة.
- الحديث يدور حول الحملة الأكبر منذ بدء الحرب [على غزة] في شمال الضفة، ويمكن أيضاً أن تكون الأكبر منذ عملية "السور الواقي" [2002]. حجم القوات شبيه بحجم القوات التي قادها قائد كتيبة الضفة سابقاً، وبات الآن قائد منطقة المركز، آفي بلوت، خلال حملة "بيت وحديقة". الفرق أن هذه المرة، لا يقتصر الأمر على مخيم لاجئين واحد، بل هناك حملة واسعة على عدة "بؤر إرهاب"، تستكمل ما قاموا به خلال الأشهر الماضية هناك.
الجنرال بلوت حصل على ما يريد
- قبل بضعة أسابيع، نشرنا في صحيفة "يسرائيل هَيوم" أن قائد المنطقة الوسطى يقود لواءً من أجل معالجة بؤر "الإرهاب" في شمال الضفة. فطريقة العمل المعروفة لدى الإسرائيليين، وخصوصاً في غزة، تهدف إلى تركيز العمليات وإدارتها كمعركة، وليس كحملة تقودها كتيبة محلية، بغض النظر عن حجمها وقدراتها، لأنها منشغلة بالأمن الروتيني ومهمات أُخرى.
- لقد حصل الجنرال بلوت على ما يريد. يقود الحملة اليوم طاقم لواء "كفير". وذلك بعكس بداية الحرب، عندما عملت كتائب، إنه لواء منظّم، عمل كثيراً في القطاع، ولديه خبرة قتالية كبيرة. هذه الحملة تستند إلى قدرات إدارة قتال لأن الكتائب منتشرة أساساً من أجل مهمات أُخرى. هذا بالإضافة إلى أنه لا يوجد في شمال الضفة دبابات تضاعف القوة، بعكس القطاع.
- يشارك في هذه الحملة الواسعة ما لا يقلّ عن 4 كتائب تابعة لـ"حرس الحدود"، عبارة عن قوة كبيرة جداً من المقاتلين من "حرس الحدود، وهي الأكبر منذ بداية الحرب، وكما يبدو، قبل ذلك أيضاً. يعمل هؤلاء إلى جانب مستعربين، فضلاً عن قوات خاصة وقوات من الكتائب المناطقية المختلفة في الضفة الغربية، والتي كانت تنشط مؤخراً في شمال الضفة.
عملية هجومية
- منذ بدء العملية وحتى ساعات الصباح، تم اغتيال 11 "مخرباً" على الأقل، أغلبيتهم بضربات جوية. "المخربون" من ناحيتهم، فعّلوا عبوات ضد الآليات العسكرية، لكنهم، في معظمهم، لم يُلحقوا بالجرافات الثقيلة أيّ أذى. تم تصوير القوات العسكرية وهي تحاصر مستشفى في منطقة جنين، بهدف منع "المخربين" من الهروب إلى هناك، مثلما فعلوا سابقاً.
- حتى اللحظة الأخيرة، حافظت القيادة على الصمت إزاء كل ما يخص العملية. وبحسب مصادر في قيادة المنطقة الوسطى، فإن السبب ليس القدرات الخاصة وطريقة العمل، بل كي لا يرفعوا سقف التوقعات. هذه العملية لم نشهد مثيلاً لها في الضفة، إلّا إن التحديات كبيرة وتصميم "المخربين" في الميدان عالٍ. ويعتقدون في الجيش أنه لا حاجة إلى توقعات يمكن ألّا ينجحوا في الوصول إليها.
- وفي الوقت نفسه، هناك عملية في مخيم الفارعة، في غور الأردن. لكنها ليست جزءاً من حملة، بل تنفذها كتيبة الغور، غير المرتبطة بالضفة، إلّا إن هذا لا يلغي أنه يجب الانتباه إليها أيضاً. حقيقة أن هناك حملة بهذا الحجم في شمال الضفة، وفي الوقت نفسه، هناك عملية في الشرق، تثبت أن الجيش قرر كسر القواعد والعمل بهجومية كبيرة، أكثر مما كان يحدث سابقاً في المنطقة.
"هذا ما يجب القيام به"
- مَن يشعر بالرضى عن هذه الحملة هم المستوطنون المحبطون منذ وقت طويل بسبب أن الضفة معروفة كجبهة ثانوية، في الوقت الذي يتضح أنها تنفجر. وعلّق رئيس مجلس مستوطنة "كدوميم" عوزئيل فاتيل بالقول "هذا ما يجب القيام به - الدخول العنيف إلى البلدات والقرى والسيطرة الفعلية على الميدان والانتقال من بيت إلى بيت وتجميع السلاح واغتيال ’المخربين’".
- أمّا رئيس مجلس مستوطنة بيت إيل، فقال إن "هذا هو وقت قائد المنطقة الوسطى الجديد للقيام بتغيير أساسي وضروري في الضفة". يطلق المستوطنون على الحملة اسم "مخيمات الصيف"، وهو اسم ملائم فعلاً، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان رسمياً.
- إن تهديد العبوات غير محصور في شمال الضفة. قبل بدء الحملة بعشرين ساعة، نشرنا خبراً في "يسرائيل هَيوم" عن الخطر الكبير المنتشر في الضفة. لكن لا شك في أن شمال الضفة هو الموقع المهم. ومن هناك، بدأ السوء مع الكتائب الخطِرة والعبوات القاتلة، يمكن أن يكون الحل أيضاً من هناك. إذا تمت هزيمة "الإرهاب" في شمال الضفة، فيمكن أن تهدأ المنطقة كلها. الحملة اليوم تثبت أنه من الممكن العمل بهجومية ضد "الإرهاب"، الآن، يجب فقط الاستمرار إلى الأمام.