بعد ساعات قليلة على إعلان الجيش الإسرائيلي استعادة جثث 6 مخطوفين إسرائيليين من نفق في قطاع غزة، أصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أمس (الأحد)، بياناً مصوراً، قال فيه إن حكومته ملتزمة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وألقى باللائمة على حركة "حماس" بشأن الفشل في التوصل إلى اتفاق كهذا.
وقال نتنياهو: "إنه يوم صعب. إلى جانب جميع سكان إسرائيل، صُدمت من أعماق روحي بالقتل الرهيب بدم بارد لستة من مخطوفينا". وأعرب عن تقديره العميق للمقاتلين في الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام ["الشاباك"]. وأضاف: "إنني أقول لـ’إرهابيي حماس’ الذين قتلوا مخطوفينا، وأقول لقادتهم: لقد خسرتم حياتكم. لن نرتاح، ولن يهدأ لنا بال. سنلاحقكم، وسنصفّي حسابنا معكم".
وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل تقاتل على جميع الجبهات ضد عدو قاسٍ يريد قتل كل الإسرائيليين. كما أشار إلى أن "حماس" ترفض إجراء مفاوضات حقيقية منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي. وقبل ثلاثة أشهر، في 27 أيار/مايو 2024، وافقت إسرائيل على صفقة إطلاق المخطوفين، بدعم كامل من الولايات المتحدة، لكن "حماس" رفضت. وحتى بعد أن قامت الولايات المتحدة بتحديث الخطوط العريضة للصفقة في 16 آب/أغسطس الماضي، وافقت إسرائيل، ورفضت "حماس" مرة أُخرى، مضيفاً أنه حتى الآن، بينما تُجري إسرائيل مفاوضات مكثفة مع الوسطاء بجهد كبير للتوصل إلى صفقة، تواصل "حماس" رفض أيّ عرض بحزم، والأسوأ من ذلك، في هذه اللحظة بالذات، أنها قتلت 6 من المخطوفين، وأكد أن مَن يقتل رهائن، لا يريد صفقة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن نتنياهو أعلن أن الحكومة الإسرائيلية ملتزمة، وهو شخصياً ملتزم مواصلة السعي للتوصل إلى اتفاق يعيد كل المخطوفين، ويضمن أمن إسرائيل ووجودها.
يُذكر أن نتنياهو التزم الصمت عدة ساعات، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي، صباح أمس، استعادة جثث 6 مخطوفين، وهو ما أثار انتقادات من عائلات المخطوفين والمعارضة السياسية. ولم يُجب الناطق بلسان رئيس الحكومة عندما سُئل عن سبب استغراق نتنياهو عدة ساعات من أجل إصدار بيان بشأن هذه المسألة، ولماذا اختار إصداره عبر فيديو مسجل مسبقاً، بدلاً من التحدث مباشرةً إلى الجمهور.
وأكد منتدى عائلات المخطوفين، صباح أمس، أن مقتل المخطوفين هو نتيجة مباشرة لنسف نتنياهو صفقات التبادل المقترحة ومطالبته بأن يحافظ الجيش الإسرائيلي على وجوده في محور فيلادلفيا.
ووفقاً لمصادر أمنية رفيعة المستوى رفضت الكشف عن هويتها، فإن 3 من المخطوفين القتلى الذين تم انتشال جثثهم في قطاع غزة، كانوا على القائمة الإنسانية للرهائن، وكان من المفترض إطلاقهم في المرحلة الأولى من صفقة التبادل المقترحة.