فصول من كتاب دليل اسرائيل
شارك مئات الآلاف من الإسرائيليين، مساء أمس (الأحد)، في تظاهرات ضخمة وغير مسبوقة في إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وخصوصاً في مدينتَي تل أبيب والقدس، للمطالبة بالتوصل إلى صفقة تبادُل أسرى، واحتجاجاً على مقتل مزيد من المخطوفين الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
وقدّرت مصادر موثوق بها أن 280.000 شخص تظاهروا في تل أبيب وحدها.
يأتي ذلك بينما تتصاعد الانتقادات ضدّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والتي تحمّله مسؤولية مقتل 6 مخطوفين إسرائيليين محتجزين لدى حركة "حماس"، عُثر على جثثهم داخل نفق في منطقة رفح، جنوب قطاع غزة.
وأغلق محتجون، بينهم عائلات مخطوفين في غزة، طريق أيالون في تل أبيب. وفي القدس، عمد محتجّون إلى إغلاق مدخل المدينة أمام حركة المرور بشكل كامل، أكثر من ساعتين، بينما استقدمت الشرطة مزيداً من عناصرها إلى هناك، بالإضافة إلى سيارات رشّ المياه، وأعلنت في بيان صدر عنها، لاحقاً، أنها اعتقلت 5 أشخاص. وقبل إغلاق مدخل القدس، تظاهر العشرات أمام منزل نتنياهو في المدينة.
وقالت إحدى مجموعات الحراك المشارِكة في الاحتجاجات: "عندما يقول نتنياهو: ’إن مَن يريد صفقة لا يقتل الرهائن’ فهو يتحدث عن نفسه، وعن أولئك الذين صوّتوا فعلياً لمصلحة التضحية بالرهائن".
وشدّدت على أنه كان يمكن إعادة المخطوفين إلى المنزل أحياء، وبغض النظر عن الطريقة التي يُدار بها الأمر، فإن الحكومة الإسرائيلية وقائدها ضحّيا عمداً بالمخطوفين حتى وفاتهم.
وكان نتنياهو هدّد بتدفيع حركة "حماس" الثمن، بعد عثور الجيش الإسرائيلي على جثث 6 مخطوفين ومقتل 3 عناصر شرطة في عملية إطلاق نار نُفّذت صباح أمس بالقرب من حاجز ترقوميا، جنوب الضفة الغربية، بينما هدد وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش [رئيس الصهيونية الدينية] بتقليص مساحة قطاع غزة وتطهير المنطقة الواقعة على عُمق كيلومترين على طول القطاع الذي يتعرض لحرب إسرائيلية منذ 331 يوماً.
في المقابل، أكدت حركة "حماس" في بيان صادر عنها أمس، أن المخطوفين قُتلوا بقصف إسرائيلي، وأنه يتعين على الرئيس الأميركي جو بايدن، إذا كان حريصاً على حياة المخطوفين، إيقاف دعمه لإسرائيل، والضغط عليها لإنهاء حربها على غزة فوراً.
من ناحية أُخرى، أعلن اتحاد النقابات العمالية في إسرائيل (الهستدروت)، مساء أمس، إضراباً اقتصادياً شاملاً في إسرائيل اليوم (الإثنين)، وذلك بعد مداولات بحث خلالها في اتّخاذ هذه الخطوة، تلبيةً لدعوة "منتدى عائلات المخطوفين" المحتجزين في قطاع غزة، للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو ودفعها نحو إبرام صفقة تبادُل أسرى مع حركة "حماس".
وأعلن رئيس "الهستدروت" أرنون بار ديفيد الإضراب، وذلك في بيان صدر عن الناطق باسمه، قال خلاله: "لن أتسامح مع التخلي عن المخطوفين الإسرائيليين المحتجزين في غزة".
وكذلك أعلنت نقابة المعلمين إضراب رياض الأطفال، وإضراباً جزئياً في المدارس الابتدائية.