لو كانت الحكومة تتمتع بالمسؤولية، لكان عليها النظر جيداً في شنّ حرب لبنان الثالثة الآن
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • جهّزت قيادة "حماس" في غزة الهجوم على إسرائيل، بقيادة يحيى السنوار، على مدار أعوام عديدة، بين 5 و6 أعوام على الأقل. لكن بعد مرور عام على اليوم "الأسود"، 7 تشرين الأول / أكتوبر، يمكن القول إن حماس” فشلت فشلاً ذريعاً. وهذا الفشل يُعتبر واحداً من أكبر الإخفاقات في تاريخ التنظيمات "الإرهابية" الحديثة.
  • إن سكان قطاع غزة هم الذين دفعوا الثمن، أولاً وقبل كل شيء. لقد قُتل عشرات الآلاف منهم، وجُرح آخرون، وأُجبر مئات الآلاف على النزوح. لقد تحولت غزة إلى ركام وأرض محروقة غير صالحة للحياة. وسيستغرق الأمر عقوداً لإعادة إعمار القطاع، إذا أعيدَ أصلاً. ولا يزال أمام "حماس" سنوات عديدة، قبل أن تعود لتشكّل تهديداً عسكرياً للمستوطنات الحدودية الإسرائيلية.
  • بنى يحيى السنوار استراتيجيته الهجومية على التسبب باندلاع حرب عربية داعمة وشاملة ضد إسرائيل، لكنه أخطأ التقدير، إذ لم ينضم أيّ من الدول الإسلامية إلى حربه. أمّا إيران، فحاولت ضرب إسرائيل مرة واحدة، لكن ليس انتقاماً لمقتل الغزيين، بل لاغتيال كبار قادتها.
  • يبقى لدينا حزب الله. ومثلما حطّ الجهازان الأمني والسياسي في إسرائيل، سابقاً، من قدر وقدرات "حماس الإرهابية"، فإنهما يبالغان الآن في تقدير قدرات حزب الله. أمّا الصراع العنيف الذي يقوده زعيم التنظيم حسن نصر الله ضدنا، فما هو إلّا "نزوة شخصية" تهدف إلى "التكفير عن هزيمته" في حرب لبنان الثانية. لكن نصر الله لن يكفّر عنها. فموارده تتناقص، وليس لديه دولة تقف خلفه، إذ إن الناتج المحلي الإجمالي في لبنان يعادل تقريباً 5% من نظيره في إسرائيل، فضلاً عن أنه ورّط بلده في حرب استنزاف "غير ضرورية"، لا تخدم أيّ مصلحة لبنانية...
  • استناداً إلى ما سبق، يتعين على الحكومة الإسرائيلية، إذا كانت تتحلى بالمسؤولية، أن تفكر جيداً فيما إذا كان من الصواب شنّ حرب لبنان الثالثة الآن. فالسياسة الحالية المتمثلة في الاحتواء الجزئي والرد المحدود (لكن الصارم] هي الأفضل. إنها تستشرف المستقبل، وتتسق مع حاجات إسرائيل بشرط أن توفر الدولة، بسخاء وكفاءة، كل المعونات المادية والاجتماعية والتعليمية للسكان الذين تم إجلاؤهم، والذين سيتم إجلاؤهم. أمّا الدخول في حرب شاملة في لبنان، فسيكون مكلفاً للغاية، من حيث الموارد (فالولايات المتحدة لن تموّلها من أجلنا)، وسيكون مدمراً للشمال الإسرائيلي بشكل لا يقارَن مع الوضع الحالي الصعب. بالإضافة إلى أن هذه الحرب ستؤدي إلى ضرر كبير في العلاقات مع الإدارة الأميركية، سواء الحالية، أو المستقبلية، وستزيد في سلبية صورة إسرائيل دولياً، وستستنزف القدرة القتالية للجيش الإسرائيلي في غزة، وقد تؤدي إلى تجديد "الحزام الأمني" المشؤوم في الجنوب اللبناني.
  • وبعد الحساب الشامل للتكلفة في مقابل الفائدة، نكتشف أنه من غير المستحب، ولا الصحيح، أن تعود إسرائيل للسيطرة لا عسكرياً، ولا مدنياً على الجنوب اللبناني، أو غزة. إذا كان الغزيون مستعدين للعيش تحت حُكم "حماس الإرهابي"، واللبنانيون تحت حكم حزب الله "الفاسد"، فهذه مشكلتهم هم، وليست مشكلتنا.
  • بناءً عليه، يُستحسن بنا أن ندفن الأحلام الوهمية الخطِرة، المتعلقة بإعادة إحياء الإمبراطورية الإسرائيلية من الليطاني إلى فيلادلفيا، والتركيز على إعادة الرهائن إلى الوطن من دون أيّ تأخير آخر قد يتسبب بموتهم.