قائد المنطقة العسكرية الشمالية بدأ مؤخراً بممارسة ضغط فعلي على القادة للمصادقة على هجوم برّي في الجنوب اللبناني بهدف تأمين منطقة عازلة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

ذكرت إذاعة "كان 11" [التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية الجديدة]، أمس (الإثنين)، أن قائد المنطقة العسكرية الشمالية اللواء أوري غوردين بدأ، مؤخراً، بممارسة ضغط فعلي على القادة للمصادقة على هجوم برّي في الجنوب اللبناني، بهدف تأمين منطقة عازلة، ووقْف الهجمات المتواصلة على البلدات والمجتمعات في الجليل منذ أكثر من 11 شهراً، في ظل خلافات بشأن هذه المسألة بين السياسيين وكبار المسؤولين العسكريين، في المقابل، أعرب وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال هرتسي هليفي عن شكوكهما في شن حرب ضد حزب الله، الذي يُعتقد أنه عدو أكثر قوةً من حركة "حماس" التي تقاتلها إسرائيل في قطاع غزة حالياً.

ويأتي هذا في وقت تتعرّض حكومة بنيامين نتنياهو لمزيد من الضغوط من الرأي العام في الأسابيع الأخيرة بشأن التعامل مع حزب الله الذي يهدد شمال إسرائيل، وحوّل المناطق القريبة من الحدود إلى منطقة حرب حقيقية، مع نزوح عشرات الآلاف من منازلهم بسبب الهجمات المستمرة، والمميتة أحياناً، بالمسيّرات والصواريخ.

كما يأتي في وقت يُعتقد أن وزير الدفاع غالانت يعارض شنّ عملية عسكرية كبيرة في لبنان في هذه المرحلة، في حين بدا أن نتنياهو يؤيد مثل هذه العملية، ظاهرياً على الأقل، وأشيرَ أيضاً إلى أنه هدد بإقالة غالانت، على خلفية هذه القضية.

وبحسب مصادر أمنية رفيعة المستوى، يعتقد غالانت أن الوقت الحالي ليس ملائماً لمثل هذا التحرك، ويريد إعطاء فرصة للجهود الرامية إلى تحقيق حلّ دبلوماسي في الشمال واتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وعلمت صحيفة "يسرائيل هَيوم" أن اللواء غوردين أوصى مؤخراً، في اجتماعات مغلقة، بإعطاء الضوء الأخضر للجيش للاستيلاء على منطقة عازلة في لبنان واحتلالها. ويعتقد غوردين أن دفع مقاتلي حزب الله بعيداً عن الحدود يمكن تحقيقه بسرعة، إذ قُتلت معظم قوات النخبة التابعة للحزب في الغارات الإسرائيلية على طول الحدود، أو فرّت فعلاً في اتجاه الشمال، ويُعتقد أن ما يقدَّر بنحو 80% من المدنيين في الجنوب اللبناني غادروا المنطقة أيضاً. كما أشار غوردين إلى أن مثل هذه الخطوة قد يؤمّن شمال إسرائيل في الأمد البعيد، ويمنحها نفوذاً أكبر، بهدف التوصل إلى حلّ دبلوماسي أكثر فائدة.

تجدر الإشارة إلى أن حزب الله وإسرائيل يؤكدان، علناً، أنهما غير معنيَّين بحرب شاملة جديدة، لكنهما في الوقت عينه، يشدّدان على أنهما مستعدان للقتال، إذا ما لزم الأمر. وقد تجذب الحرب أيضاً أطرافاً أُخرى، مثل الحوثيين في اليمن الذين أطلقوا صاروخاً بالستياً على تل أبيب يوم الأحد الماضي، وربما إيران أيضاً.

أيضاً شهد القتال بين إسرائيل وحزب الله تصعيداً في الأيام الأخيرة، حين أطلق الحزب، وبانتظام، عشرات الصواريخ والمسيّرات المفخخة على البلدات التي تم إخلاؤها في منطقة الحدود غير الآهلة، إلى حد كبير، وعلى تلك الموجودة في أماكن أبعد. وردّت إسرائيل بغارات جوية يومية ضد الحزب، واغتالت عناصر منه، واستهدفت مستودعات أسلحة في العمق اللبناني.