هذا هو الوقت لاستغلال الضغط على نصر الله
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • منذ أسبوع والجيش الإسرائيلي ينجح في ضرب حزب الله بصورة مذهلة جداً. ومن المعقول افتراض أن نصر الله يشعر بالندم اليوم على قراره المتسرع بفتح جبهة ثانية ضد إسرائيل في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأنه يتمنى اليوم التوصل إلى صفقة في غزة تؤدي إلى وقف النار في الجنوب، وتقدم إليه مخرجاً لائقاً لإنهاء الحرب.
  • لو كانت المواجهة تدور في ميدان قتال في صحراء بعيدة، لا شك في أننا نقدر على وصف المعركة بأنها انتصار كبير لنا، لكن الوضع معقد للغاية؛ ومع تطور التصعيد، تزداد الأضرار التي تلحق بالجبهة الداخلية الإسرائيلية، ويُطرح الآن السؤال: أي الأمرين هو الأفضل لإسرائيل: الاستمرار في القتال حتى القضاء على مزيد من قدرات حزب الله التي بناها طوال 18 عاماً، أم استغلال الزخم العسكري والبلبلة لدى الجانب الثاني من أجل إيجاد وضع سياسي وأمني جديد؟
  • يجدر بنا أن نفهم الاختلاف الكبير بين غزة ولبنان. وكل الأطراف في الساحة الدولية؛ فرنسا، والولايات المتحدة، والسعودية من جهة، وروسيا وإيران من جهة ثانية، لا تريد أمرين: انهيار الدولة اللبنانية، وتحول المواجهات في لبنان إلى حرب إقليمية.
  • وهذا القاسم المشترك يعطي إسرائيل ميزة كبيرة. وليس من الواضح لماذا نتنياهو يتشاجر مع الرئيس الفرنسي ومع زعماء آخرين. إن أغلبية زعماء العالم، وبينهم بوتين وحتى الرئيس الإيراني يدعون إلى وقف الحرب في لبنان، وعملياً قطع الارتباط بين غزة والساحة الشمالية. وفي إمكان إسرائيل أن تقول ببساطة إنها ستنهي الحرب في الشمال إذا وجدت الظروف الملائمة وتم الاتفاق على ترتيب جديد على الحدود بينها وبين لبنان.
  • لو كان الأمر يتعلق بإسرائيل، وعلى الرغم من إغراء الاستمرار في ضرب حزب الله، فمن الأفضل لنا الموافقة على إنهاء الحرب على هذه الجبهة اليوم إذا تمكنت الدول الكبرى من إبعاد حزب الله عن الحدود.
  • وتوجد لذلك 4 أسباب: الأول، سيكون في الإمكان إعادة بناء الشمال قبل أن تصبح المهمة مستحيلة. ثانياً، سيشكل هذا فرصة لترميم مكانة إسرائيل الدولية، ورفع الحظر الجزئي على السلاح الذي فرضته دول عديدة. والثالث، من الأفضل في هذه المرحلة تجنب مواجهة مباشرة مع إيران. والسبب الرابع، بداية وعي الغرب للأذى الذي تتسبب به إيران في المنطقة.
  • وليس المقصود التهديد على إسرائيل (الذي لا يُعتبر مهماً بالنسبة إلى الآخرين)، ولا حتى المشروع النووي الإيراني، إنما المقصود الخطر على الاستقرار الإقليمي نتيجة مكونين في السياسة الإيرانية؛ الأول تدمير الدول من الداخل عبر إنشاء ميليشيات مسلحة تتحول إلى سرطان يفكك جوهر وجود الدولة الوطنية. وقد نجحت إيران حتى الآن في لبنان واليمن وجزئياً في العراق وسورية، لكن الشهية الإيرانية لا تزال كبيرة، والدول الآتي دورها هي السودان، والأردن، والبحرين، وبعدهم السعودية. أمّا المكون الثاني في السياسة الإيرانية، فهو تقديم السلاح المتطور إلى هذه الميليشيات، والمقصود ليس "تنظيمات إرهابية" مع كوفية وكلاشينكوف، إنما جيوش متطورة بالإضافة إلى قدرات دولاتية. ما هو عدد الدول في العالم التي تملك صواريخ تصل إلى 2000 كيلومتر كما لدى الحوثيين؟ وكم دولة في العالم لديها ترسانة سلاح كالتي يملكها حزب الله؟ الغرب بدأ يفهم أنه ليس المقصود إسرائيل فقط، بل أيضاً الاستقرار في المنطقة كلها. لذلك، يجب فرض مطالب (اقتصادية في الأساس) قاسية على إيران، ومن الأفضل لنا الانضمام إلى هذا التوجه الدولي بدلاً من الدخول في مواجهة معه.
  • بكلام آخر؛ يمكن المطالبة بنزع سلاح حزب الله عبر ضغط دولي على إيران ولبنان، وعبر التلويح بالقدرة العسكرية الإسرائيلية المذهلة التي تأكدت في هذه الأيام. وهناك سبب آخر لهذا التفضيل؛ فللمرة الأولى نشأ وضع لإيران ومصلحة واضحة في الضغط على "حماس" للتوصل إلى صفقة، لأن هذا الأمر يمكن أن ينقذ كرامة نصر الله. وثمة شك في أن إيران (أو أي طرف آخر) قادرة على التأثير في السنوار، حياً كان أو ميتاً، ومع ذلك، فمن الممكن أن هناك فرصة لذلك.
 

المزيد ضمن العدد