نتنياهو قدّم لهم مخرجاً
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

  • لدى كتابة هذه السطور، من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستهاجم إيران، وكيف ستكون تداعيات الهجوم. في المقابل، تبدو صورة الحرب الدائرة منذ عام في غزة ولبنان أكثر وضوحاً. في إطار القتال الحالي، لن تحقق إسرائيل "النصر المطلق" في غزة، وكذلك في لبنان. و"حماس" وحزب الله لن يستسلما، وسيكون هناك دائماً مَن سيواصل إطلاق النار. إن استمرار القتال على الجبهتين لا يخدم مصلحة إسرائيل، لذلك، من الصائب أن نفتح الباب أمام ترتيبات سياسية على الجبهتين.
  • بالنسبة إلى غزة، علينا أن نقول ببساطة: إسرائيل مستعدة للاتفاق التالي مع "حماس"، إطلاق كل المخطوفين في عملية واحدة في مقابل إنهاء الحرب وخروج قوات الجيش الإسرائيلي من القطاع. بالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك شرط إضافي لا يوجّه إلى "حماس"، بل إلى دول العالم، وستكون أيّ خطة لإعادة إعمار غزة مشروطة بالنزع الكامل للسلاح منها.
  • بالنسبة إلى لبنان، يجب أن نقول التالي: إسرائيل مستعدة لإنهاء الحرب باتفاق يعتمد على القرار 1559، الذي يدعو إلى نزع سلاح كل الميليشيات في لبنان، بما فيها حزب الله. يستطيع حزب الله البقاء كحزب سياسي، ويستطيع عناصره الاحتفاظ بسلاحهم الفردي. ومع ذلك، يجب تدمير كل السلاح الثقيل والقدرة على إنتاجه. إسرائيل مستعدة للدخول فوراً في مفاوضات على هذا الأساس، وما دام لم يتم التوصل إلى اتفاق، فسنواصل القتال.
  • هذا الكلام جوهري فيما يتعلق بغزة ولبنان، لأن النجاحات العملانية للجيش الإسرائيلي خلقت زخماً داخلياً- لبنانياً إيجابياً، علينا استغلاله. على سبيل المثال، رئيس الحكومة اللبنانية مستعد للحديث عن انتخاب رئيس للجمهورية، من دون تأييد حزب الله، الأمر الذي امتنع منه حتى الآن. كما أن الرئيس السوري يبحث في إمكان إرسال مساعدة عسكرية إلى حزب الله. وبدأ حوار داخلي لبناني يشمل شخصيات كبيرة من الطائفة الشيعية بشأن تسوية جديدة في لبنان. تدرك آلاف العائلات الشيعية أنه لا يوجد مَن سيعوّض عليها خسارة منازلها في الجنوب، أو في بيروت. الولايات المتحدة وفرنسا تبحثان في إرسال قوات فرنسية، أو قوات من الناتو، بدلاً من قوات اليونيفيل الفاشلة. كل هذا الزخم الإيجابي يمكن أن يتبدد، إذا استمرت الحرب، وإذا ظهر أن إسرائيل تريد احتلال لبنان والبقاء في أراضيه.
  • يبدو أن موضوع المخطوفين ليس هو فقط ما يشغل بال الحكومة، بل أيضاً مستقبل الشمال، والعبء الكبير الذي يتحمله جنود الاحتياط والاقتصاد المتدهور والأزمة الاجتماعية. وتحديداً بعد الزخم العسكري واسترجاع الردع، حان الوقت للاستفادة من هذه الإنجازات من خلال عملية سياسية. من السهل نسبياً القول إن "وقف إطلاق النار" ليس هو الحل. الحل هو في خلق وضع يفهم فيه العالم ويقبل أن دولة إسرائيل غير قادرة على تحمُّل وجود "حماس" وحزب الله بالقرب من حدودها. والتوصل إلى هذا الإنجاز، لا يجب أن يعتمد، بالضرورة، على قدرتنا على القضاء على آخر "مخرب". بل يتطلب وجود ترتيبات يمكن أن تتشدد إسرائيل بشأن مضمونها. لقد ضيّع رئيس الحكومة فرصة القيام بذلك في خطابه في الأمم المتحدة، لكن الأوان لم يفُت بعد. من الأفضل ألّا نستخدم التهديدات، مراراً وتكراراً، بل معرفة التحدث بلغة "مرنة"، وأن نفسّر للمواطنين اللبنانيين وسكان غزة ودول العالم أنه يسرّنا إنهاء الحروب، والانسحاب من غزة ولبنان في مقابل إيجاد واقع أفضل للجميع. صحيح أن السنوار وحزب الله لن يوافقا على هذه الخطوات، لكن لماذا لا نقول ذلك بكل الوسائل الممكنة؟
  • خطأ "الضغط العسكري وحده هو الذي سيؤدي إلى ..."، جعلنا  لا نتخلى فقط عن الخطوات السياسية، بل أدى إلى كبحها. عندما سُئل نتنياهو قبل نحو عام، خلال الأسبوع الأول من الحرب، عن "اليوم التالي للحرب" في غزة ، رفض الكلام عن ذلك، بدلاً من أن يقول الأمر الوحيد الصحيح، وهو "في اليوم التالي، يجب ألّا يكون هناك سلطة لـ"حماس"، ولا حُكم عسكري إسرائيلي. وإسرائيل مستعدة الآن للدخول في حوار مع الدول العربية والغربية بشأن "اليوم التالي"، وهي تؤيد أيّ اقتراح يضمن نزع السلاح من غزة في اليوم التالي للحرب". لقد تخلت إسرائيل أيضاً عن الضغط الاقتصادي الذي يساعد الضغط العسكري كثيراً. وبهذه الطريقة، ننتصر على سلطة "حماس".
  • اليوم، أمامنا فرصة كي نعمل بصورة مختلفة. ومن المؤسف أن نستمر في الاعتقاد أن الضغط العسكري في غزة ولبنان، وحده يحقق الخلاص.