عام مرّ منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، والنهاية لا تلوح في الأفق
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- في الذكرى السنوية الأولى لـ"مجزرة" مستوطنات "غلاف غزة"، تتوسع الحرب التي غرقت فيها إسرائيل، من دون أن تلوح لها نهاية في الأفق. ففي غزة، قام الجيش الإسرائيلي مرة أُخرى باجتياح شمال القطاع، وهو يستعد لطرد عشرات الآلاف من السكان الفلسطينيين جنوباً بهدف زيادة الضغط على قيادة “حماس”. أمّا في لبنان، فتقوم فرق قتالية من الألوية بتمشيط القرى والمناطق الحرجية بهدف تدمير مجمعات القتال التابعة لحزب الله. وفي إيران، تهدد إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي الباليستي الهائل الذي تعرضت له الأسبوع الماضي. أمّا نحن، فقد اعتدنا، بالكاد، الأخبار اليومية الصباحية: صواريخ على الجليل، صواريخ على منطقة حيفا والمروج، جنازات قتلى المعارك الأخيرة، وعدم إحراز أيّ تقدّم في المفاوضات بشأن صفقة الأسرى.
- لقد كانت سنة مروعة، بدأت بفشل ذريع، وهو أكبر إخفاق في تاريخ الدولة. ومع اقتراب نهايتها، بدا أن الأمور بدأت تنقلب، في الجبهة الشمالية على الأقل. سلسلة من النجاحات المذهلة للجيش الإسرائيلي والمجمّع الاستخباراتي الإسرائيلي قلبت الموازين في لبنان، وألحقت بحزب الله هزيمة قاسية، وحسّنت مكانة إسرائيل الاستراتيجية في مواجهة إيران وأذرعها. لكن القصة بعيدة عن نهايتها. ستستمر الحرب تتعمق في عامها الثاني، وسيؤثر الواقع الإقليمي الجديد والمضطرب في الشرق الأوسط بأكمله في السنوات المقبلة.
- الأمر لا يقتصر على أن إسرائيل لم تتمكن بعد من حل المشاكل التي تسبب بها هجوم "حماس" (وعلى رأسها مصير 101 من الأسرى الإسرائيليين في القطاع) فحسب، بل إن المخاطر والتعقيدات الجديدة تتطور الآن. والنجاح في مواجهة حزب الله لا يضمن بعد استقرار الوضع الأمني بالشكل الذي يسمح بعودة السكان على طول الحدود مع لبنان إلى منازلهم. أمّا المواجهة المباشرة، الأولى في نوعها، مع إيران، قد تسرّع قرار النظام بشأن المضيّ قدماً في مشروعه النووي، وتجعله على الأقل دولة على عتبة النووي. وقد يواجه الإقليم بأسره اضطرابات لم يشهد مثلها منذ انحسار أحداث "الربيع العربي" في نهاية العقد الماضي.
- وفي تناقض تام مع ترهات "النصر المؤزر" التي يطلقها أحياناً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المسؤول الأول عن الكارثة التي حدثت خلال سنوات حُكمه الطويلة للغاية، فإن إسرائيل ليست قريبة من حسم الصراع مع أعدائها. ومن المرجح أن تُدار هذه الحرب بشكل متقطع، وبشدة متفاوتة، طوال السنوات المقبلة. لقد افتتحت الضربة التي تلقيناها في 7 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي الصراع بفشل مدوٍّ، وقد يستغرق التعافي منه عقوداً عديدة. ومع ذلك، يجدر التذكير بأن خطط الطرف الآخر تعطلت أيضاً، تحديداً بعد نجاح هجوم “حماس”. فقائدا الحركة في القطاع، يحيى السنوار ومحمد الضيف (الذي اغتالته إسرائيل في تموز/يوليو الماضي)، جلبا على الفلسطينيين كارثة قد يتضح لاحقاً بأنها أكثر خطورةً من نكبة 1948.
- أمّا إيران، التي بدأت في السنوات الأخيرة بالتحضير بجدية لـ"خطة الإبادة" التي تهدف إلى التسبب بانهيار إسرائيل بحلول سنة 2040، فهي تكتشف أن التحدي أكثر تعقيداً مما كانت تظن. فـ "حلقة النار" التي بناها الجنرال قاسم سليماني بعناية حول إسرائيل، من خلال تسليح حزب الله و”حماس”، تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة ولبنان. وكان من المفترض أن تردع الترسانة الضخمة من الصواريخ إسرائيل عن مهاجمة المواقع النووية الإيرانية. والآن، تجد إيران نفسها فاقدة لجزء كبير من بوليصة التأمين التي صنعتها لنفسها، وبعد هجومين بالصواريخ والطائرات المسيّرة من أراضيها على إسرائيل، في نيسان/أبريل والأسبوع الماضي، أسفرت عن أضرار هامشية. يبدو أن طهران لم تتورط، فحسب، مباشرة في الصراع الذي فضلت إدارته عن بُعد، من خلال وكلاء، بل إنها لم تعد تستطيع استبعاد احتمال شن هجوم إسرائيلي ضد مواقعها النووية، وخصوصاً إذا تم انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الشهر المقبل.
انهيار الأسطورة
- لا يمكن للإنجازات العسكرية في غزة، وفي لبنان على وجه الخصوص، محو الأثر الرهيب ليوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، الذي سيشعر به، على الأرجح، كل مواطن إسرائيلي هذا الصباح. لكن المسألة لا تقتصر على المشاعر مهما كانت قاسية. لقد انهارت الأسس البديهية للحياة في البلد في حفلة "نوفا"، وفي كيبوتسات "غلاف غزة"، وفي سديروت وأوفاكيم. إن المجمع الاستخباراتي الإسرائيلي، الذي تفاخر أعواماً بقدرته على اختراق أنظمة العدو والتنصت عليها وجمع كميات هائلة من المعلومات، ثبت أنه كان غارقاً في غروره. (إذ تبين لاحقاً، أن خطة هجوم "حماس"، "سور أريحا"، كانت في حوزة الاستخبارات العسكرية أكثر من عام). في حين أبقت قيادة المنطقة الجنوبية وفرقة غزة على قوة قتالية ضئيلة بالقرب من السياج، نتيجة الاستخفاف ذاته بالفلسطينيين.
- أمّا عندما وصل الطوفان على هيئة آلاف المسلحين الذين يتبعهم حشد غاضب من غزة، فقد انهارت المنظومة العسكرية الإسرائيلية خلال دقائق. لقد تم اختراق السياج، واجتاحت أمواج الطوفان المواقع العسكرية الواحد تلو الآخر، وبينما كانت القوات منشغلة في الدفاع عن نفسها بيأس، بدلاً من التوجه إلى مساعدة المدنيين. لقد قاتلت فرق الطوارئ والشرطة والمتطوعون بشجاعة في المستوطنات، لكنها اضطرت إلى انتظار وصول تعزيزات الجيش الإسرائيلي وقوات الإنقاذ ساعات طويلة. لم يكن الخط الدفاعي وحده هو الذي انهار، بل انهار كذلك المبدأ الأساسي للدولة؛ الذي ينص على أن كل مواطن يواجه خطراً أمنياً يمكنه الاعتماد على تنظيم سريع لإنقاذه، حتى لو كان في عنتيبي. هنا، جرى ما جرى داخل حدود إسرائيل، على بُعد كيلومترات قليلة من مقر قيادة الفرقة، لكن الجيش لم يظهر.
- المناورة البرية التي بدأت بعد ثلاثة أسابيع على وقوع "المجزرة" غيّرت صورة الحرب. فحركة "حماس" لم تتمكن من إيقاف تقدّم فرق المدرعات والمشاة، وبدأت قواتها بالانسحاب من كل مكان تتقدم فيه القوات الإسرائيلية. لكن الحركة لم تستسلم، بل غيّرت أسلوب القتال والتكتيك. قُتل أكثر من 40 ألفاً من سكان القطاع (يقدّر الجيش الإسرائيلي أن نحو 15 ألفاً منهم كانوا من مقاتلي "حماس")، ونحو 90% من السكان تم تهجيرهم من منازلهم. هناك عائلات اضطرت إلى التنقل من ملجأ إلى آخر، عشر مرات على الأقل. وتعرّض معظم المباني في القطاع لأضرار، أو دُمّر نتيجة القصف الجوي والعمليات البرية.
- يقول د. ميخائيل ميلشتاين، الخبير في الشؤون الفلسطينية في جامعة تل أبيب، إن "الديموغرافيا والطبيعة الجغرافية في القطاع تغيّرا نتيجة الحرب. فنحو 8% من السكان، العديد منهم مثقفون ومستقرون اقتصادياً، غادروا القطاع قبل أن تسيطر إسرائيل على محور فيلادلفيا في أيار/مايو. ومعظم هؤلاء الآن في مصر". وبحسب قوله، ترك هؤلاء خلفهم منطقة دمرت فيها إسرائيل معظم البنية التحتية المدنية، والجامعات، والمباني العامة.
- ومع ذلك، لا تزال "حماس" قادرة على الحفاظ على مستوى لا بأس به من الحكم الفعّال في معظم أجزاء القطاع، في حين تسيطر قوات الجيش الإسرائيلي على محورَي فيلادلفيا ونتساريم، والشريط الأمني بعرض كيلومتر تقريباً خلف السياج الحدودي. يؤكد دخول القوات الإسرائيلية إلى شمال القطاع يوم أمس أن الحرب لم تُحسم بعد. يشن الجيش الإسرائيلي هجوماً هناك، على أمل أن يدفع هذا الضغط يحيى السنوار إلى العودة إلى المفاوضات بشأن صفقة الأسرى. أمّا في الواقع، فلا يوجد أيّ تقدّم في المفاوضات. والأسرى الذين تُركوا لمصيرهم في 7 تشرين الأول/أكتوبر يتم التخلي عنهم مرة أُخرى في هذه الأشهر، والحكومة غير مبالية.
- في الذكرى السنوية لـ"المجزرة"، يستعد الجيش الإسرائيلي والشاباك لمحاولات تسلّل إلى منطقة "غلاف غزة" وهناك جهود لاختطاف جنود داخل القطاع. أمّا "الهجوم الدموي" في بئر السبع أمس، فيوفر إشارة إضافية مقلقة. إن قوة "الإرهاب" القادمة من الضفة الغربية هي الأخطر منذ الانتفاضة الثانية (إذ قام اثنان من ناشطي “حماس” من الخليل الأسبوع الماضي بقتل سبعة مدنيين في هجوم إطلاق نار في يافا). لقد ألحق يحيى السنوار أضراراً أكبر بالإسرائيليين؛ سواء من ناحية انعدام الثقة الواضح الذي نشأ بقدرة السلطات الحكومية على مساعدتهم (كما يتجلى أيضاً في التعامل الفاشل مع المهجّرين) أو في تأقلُمنا مع تدهور معايير القتال لدى الجيش الإسرائيلي، على خلفية فظائع "المجزرة" والحرب المستمرة في غزة.
من دون أدنى وازع من المسؤولية
- نشرت صحيفة "واشنطن بوست" أمس تحقيقاً شاملاً بشأن الهجوم على أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال في لبنان، في 17 و18 أيلول/سبتمبر. ووفقاً للصحيفة، كانت هذه العملية جزءاً من عملية للموساد استمرت ما يقرب من عقد من الزمن. وتسارع تنفيذها بعد أن قرر حزب الله إرسال بعض الأجهزة إلى إيران لكي يتم فحصها، وهو ما أثار المخاوف من انكشاف هذا المورد الاستخباراتي وضياعه، إذا لم يُستغل بسرعة.
- إذا كانت رواية الصحيفة صحيحة، فإن الطريقة التي عُرضت فيها الأمور على الجمهور في البلد، كأن هناك قراراً مدروساً بشأن تغيير الأولويات الاستراتيجية والتركيز على الساحة اللبنانية، بدلاً من غزة، بعيدة عن الدقة. فتفجير أجهزة الاستدعاء كان ضرورياً، وكذلك تفجير أجهزة الاتصال، التي كان من المحتمل أن تُكشف بعد الموجة الأولى من التفجيرات (لم تعترف إسرائيل بمسؤوليتها عن العمليتين). أمّا الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، فقد لاقى صعوبة في تنسيق التحركات من دون شبكات اتصالات آمنة، وعقد اجتماعاً مع كبار قادة حزبه. هذا الاجتماع كشفته الاستخبارات الإسرائيلية، وهو ما سمح بتنفيذ عملية الاغتيال في 27 أيلول/سبتمبر.
- وبكلمات أُخرى، كان تسلسُل الأحداث هنا ظرفياً إلى حد كبير، وكانت نتيجته التصعيد، وصولاً إلى إطلاق صواريخ من حزب الله على حيفا ومنطقة تل أبيب الكبرى (والتي فشلت في معظمها)، والدخول البري للجيش الإسرائيلي إلى الجنوب اللبناني. النتيجة هي أن إسرائيل تدخل في "حرب عادلة وصحيحة" في الشمال، لكن من دون رؤية استراتيجية واضحة، ومن دون أن تبذل جهداً لتحديد صورتها السياسية النهائية.
- وكما هي حال السنوار في غزة، فإن نصر الله هو المسؤول الرئيسي عن الوضع الصعب الذي وصل إليه لبنان. المنظومة التهديدية التي بناها ضد إسرائيل تعرضت لأضرار كبيرة، بينما ترك المواطنين اللبنانيين من دون حماية في وجه الضربات الإسرائيلية، التي تُخلّف دماراً أوسع كثيراً مما تسبب به انفجار مرفأ بيروت في سنة 2020. إن قرار نصر الله بشأن الانضمام إلى هجوم "حماس" من خلال إطلاق صواريخ وقذائف مضادة للدبابات في اتجاه الجليل، أدى في النهاية إلى تصعيد، خسر فيه حياته. وبالتدريج، تورطت إيران والولايات المتحدة في هذا الصراع الذي انزلق إلى حرب إقليمية، على الرغم من أنها تُدار على فترات، وبشدة محدودة.
- ردت إيران بإطلاق صواريخ على إسرائيل بعد اغتيال نصر الله، ووفقاً لتقارير أجنبية، تم استهداف القيادي في "حماس" إسماعيل هنية، وقبله الجنرال الإيراني حسن مهدوي من جانب إسرائيل. ووجدت الولايات المتحدة نفسها ترسل قوات مهمات ضخمة في الجو والبحر لحماية إسرائيل. ومؤخراً فقط، بدأت وزارة الدفاع الأميركية تشك متأخرة فيما كان واضحاً لدول المنطقة: لقد اعتقد الأميركيون أنهم يحدّون من تحركات إسرائيل من خلال إرسال قواتهم، لكنهم في الواقع قدموا دعماً غير مباشر لنتنياهو، وهو ما سمح له بالمخاطرة أكثر. وبعد الصواريخ التي أطلقتها طهران الأسبوع الماضي، توجّه نتنياهو فعلاً إلى الشعب الإيراني، داعياً إلى إسقاط النظام، بينما هدد صحافيون مقربون منه بضرب المواقع النووية وصناعة النفط، التي تعتمد عليها اقتصاديات النظام المتعثرة.
- أمّا اقتصاد إسرائيل، فليس في حالة أفضل كثيراً. فالتصنيف الائتماني يتراجع مراراً وتكراراً، والاقتصاديون في حالة ذعر، وحركة الطائرات إلى إسرائيل تقتصر الآن على شركات محلية. في العلن، يبدي رئيس الوزراء ثقة بالنفس وغطرسة، مهدداً السنوار، والمرشد الأعلى الإيراني علي الخامنئي، وأمين عام حزب الله، أياً يكن اسمه، الأسبوع المقبل. في الواقع، من المحتمل أن نتنياهو المخضرم والخبير يدرك أنه تورط في مشكلة أعمق كثيراً مما توقع في البداية.
- هذا الرجل الذي، بمحاولته التهرب من المحاسبة، ورّط إسرائيل بأكبر أزمة دستورية وسياسية في تاريخها، وقاد حملة تحريض سامة ضد جنود الاحتياط الذين تجرأوا على الاحتجاج، وتجاهل مراراً تحذيرات كبار الضباط العسكريين بشأن الضرر الخطِر الذي يلحق بجاهزية الجيش الإسرائيلي، قد زرع الريح، فجنى العاصفة. لقد أخفقت الاستخبارات تماماً في فهم دلالة استعدادات "حماس" للهجوم، لكنها كانت قادرة على التعرف جيداً على تفسير إيران وحزب الله و”حماس” للانقسام الداخلي في إسرائيل. تجاهل نتنياهو ذلك، وظهر في صورة مع زوجته في الصيف الماضي، وهو يرتدي نظارات وردية، داعياً المواطنين إلى الاستمتاع بالحياة تحت قيادته.
- ما زال نتنياهو يزيد الطين بلة برفضه المستمر لتحمّل أدنى حد من المسؤولية منذ عام. لا يمكن التقليل من مسؤولية كبار مسؤولي الأمن : رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، ووزير الدفاع يوآف غالانت (الذي حصل بطريقة ما على عفو شامل من وسائل الإعلام بسبب خصومته مع نتنياهو)، وقادة الجيش الإسرائيلي. الحقيقة هي أن المستويات المهنية قللت من خطورة التهديد الذي شكّلته “حماس”، ثم فشلت بشكل مأساوي في تفسير إشارات الاستخبارات التي وردت من القطاع في ليلة 6-7 تشرين الأول/أكتوبر. (وغالانت، مثل نتنياهو، لم يكن شريكاً في المشاورات؛ وهذا أيضاً جزء من فشل مَن يقوده هذان الاثنان).
- هناك مبررات وجيهة لبقاء بعض الأشخاص في مناصبهم، نظراً إلى توسُّع الحملة لتشمل لبنان وإيران، ونيّة نتنياهو تعيين حلفائه بدلاً منهم. ومع ذلك، لا يمكننا سوى أن نتساءل: كيف أن الحرب لم تنتهِ بعد مرور عام، وكيف ما زال أكثر من ثلث الأسرى يعاني في داخل الأنفاق، في حين ما زال معظم المسؤولين عن هذا الإخفاق في مواقعهم. وربما كان الأمر الأكثر إدهاشاً يتمثل في اللامبالاة العامة. فالمواطنون لم يتعودوا على الأمر فحسب، بل إن بعضهم اقتنع بحملة الحكومة التي توحي بأن الأمور تسير على ما يرام. هذا الوضع الخطِر، قد يقود إسرائيل إلى مزيد من الإخفاقات.