بعد القضاء على السنوار يجب القضاء على رؤيته بشأن وحدة الساحات
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

  • بعد السنة المريعة التي عاشتها إسرائيل، والتي بدأت بحرب طويلة وقاسية تركت ندوباً دامية لأجيال طويلة،  انتهى في عيد السوكوت [عيد العرش] فصل آخر من الحساب الذي بدأ خلال عيد "سمحات هتوراه" في سنة 2023، مع "الجريمة البشعة" التي خطط لها يحيى السنوار. لقد أراد السنوار إلحاق ضرر غير مسبوق بإسرائيل. لذا، فإن العالم أصبح مكاناً أفضل، وآمناً أكثر من دونه. قتل السنوار لن يعيد قتلانا، ولا يشكل عزاءً لعائلات  قتلى السابع من أكتوبر، ولا لأهالي الجنود الذين سقطوا في ذلك اليوم وبعده. أيضاً موته لن يخفف عذاب عائلات المخطوفين، ولن يشفي من الأضرار النفسية الكثيرة التي انتشرت في مجتمعنا.
  • كان من المفترض أن يموت السنوار في هذه الحرب. فهو هدف مهم من النواحي الرمزية والتكتيكية والاستراتيجية. ونظراً إلى كونه رمزاً وزعيماً مهماً في "حماس"، وفي محور المقاومة، مثل شريكيه في الزعامة محمد الضيف وإسماعيل هنية، كان من المهم القضاء عليه. لقد دأبت اليد الطويلة لإسرائيل منذ "مذبحة" ميونيخ [احتجاز الرهائن الإسرائيليين في ميونيخ في سنة  1972] على ملاحقة كل المشاركين في الهجوم وقتلهم، وستواصل تفكيك "حماس" في العقود المقبلة.
  • الآن، المطلوب تفكير خلاّق ومبادرة إسرائيلية بشأن المخطوفين. إن  المهمة الأساسية في غزة في هذه المرحلة هي إعادة المخطوفين. لذلك، يجب التصرف بطريقة خلاّقة، ويتعين على حكومة إسرائيل إعلان استعدادها لإنهاء الحرب، إذا جرى إطلاق كل المخطوفين دفعة واحدة، ووقف النار مدة أسبوع، وتقديم جائزة مالية وتأمين خروج آمن من القطاع لكل مَن يعيد مخطوفاً، أو مخطوفة.
  • في المقابل، ممنوع أن تسمح إسرائيل باستمرار رؤيا السنوار بشأن وحدة الساحات، بعد موته. من هنا، مثلما جرى بعد اغتيال نصر الله، من المهم ألّا نشعر بالنشوة، لأن كل زعيم "إرهابي" يوجد مَن يخلفه، ونحن ما زلنا في خضم أطول حرب عرفناها في تاريخ الدولة منذ قيامها. الآن، الهدف الأساسي لإسرائيل الساحة الإيرانية التي تشكل تهديداً مباشراً يجب مواجهته. المطلوب من إسرائيل الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني بقوة، بصورة تجمع بين الحاجة إلى تعزيز الردع وبين "إغلاق" الحادث.
  • لا تزال إسرائيل في خضم مواجهة تدور على 7 جبهات مختلفة:  بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، من الصائب أن تقترح إسرائيل إنهاء الحرب في الساحات التي تقبل مطالبها. والشروط التي ستضعها إسرائيل هي: عدم وجود تنظيمات "إرهابية" بالقرب من حدودها، ومطالبة الدولة في لبنان بأن تعود دولة، وأن تشكَّل لجنة عربية في غزة، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، وإجراء عملية إعادة الإعمار، فقط بعد نزع السلاح.
  • استناداً إلى إنجازات الحرب والردع الناشىء، يجب أن تعلن إسرائيل عقيدة أمنية جديدة، تعمل في إطارها على منع ازدياد قوة  التنظيمات "الإرهابية" على حدودها، وتضرب كل مَن يهاجمها، وأيضاً تضرب وكلاءه. ويكون هذا الإعلان  مدعوماً بتفاهمات مع الولايات المتحدة والأطراف المعنية.
  • قد يرمز موت السنوار إلى بداية نهاية الحرب في غزة، وإلى نهاية بداية الحرب الإقليمية في مواجهة إيران ووكلائها. والكرة الآن في يد الحكومة الإسرائيلية.
 

المزيد ضمن العدد