لا عودة لسكان الشمال من دون مناورة برية واسعة تصل إلى ما وراء الليطاني، وربما حتى نهر الأولّي
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- في إطار حملة "أسهم الشمال"، أنهى الجيش، تقريباً، احتلال قرى خط التماس المحصّنة التي كانت ستشكل نقطة انطلاق للهجوم المخطط له على الجليل. لقد اتضحت الآن القيود على أوامر الجيش والخطط التي صادق عليها قبل الخروج إلى الحملة: لا يمكن إعادة سكان الشمال إلى منازلهم من دون تعميق المناورة البرية شمالاً حتى الليطاني، ويبدو أنه سيتطلب أيضاً الذهاب إلى أبعد من ذلك، حتى نهر الأولّي.
- لن يتوقف استمرار القصف المباشر البعيد المدى، أو القصف بمسار ملتوٍ، على سكان الشمال والجليل، وضمنهما مدينة حيفا، بمناورة برية محدودة، حتى لو تم دمجها باغتيال أغلبية المسؤولين عن القيادة والسيطرة في حزب الله، بالإضافة إلى قصف جوي وتدمير واسع لبنى جيش "الإرهاب" في لبنان كله. يجب أن يكون هناك أداة ضغط عسكرية وسياسية لنزع سلاح حزب الله: توسيع الحملة شمالاً، وخلال ذلك إجلاء السكان من المنطقة المحتلة لتفادي حرب عصابات بغطاء السكان.
لا يمكن إعادة سكان الشمال إلى منازلهم
من دون تعميق المناورة البرية
- بعد وقت قصير على أوامر الحكومة للجيش في منتصف أيلول/سبتمبر، قال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن "التطهير" والاحتلال سيكون محدداً في خط التماس. وفعلاً، منذ ذلك الوقت، تبيّن أن أقوالهم صحيحة؛ الآن، يسعى الأميركيون، جاهدين، للعودة إلى مسار إنهاء الحرب، مثلما انتهت الحرب السابقة في لبنان (2006)، مع تحسينات غير جوهرية، ويمكن أن يكون ذلك بموافقة صامتة من الجيش.
- وفي جميع الأحوال، فإن الترتيبات التي يقترحها الأميركيون لا تتضمن نزع سلاح جيش "الإرهاب" حزب الله، حسبما نصّ قرار الأمم المتحدة الرقم 1559. ومن دون نزع السلاح هذا، فإن عودة التهديد إلى بلدات الشمال ليس إلّا مسألة وقت. في هذه الحالة، وبعد السابقة المرعبة يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، فإن السكان لن يعودوا، وسيستمر الخراب في شمال الجليل.
- إسرائيل تدير المعركتين البريّتين في حرب إيران – إسرائيل - لبنان وغزة، من مبدأ واحد مشترك أعلنته الحكومة: إسرائيل لن تتحمل، بأي شكل من الأشكال، وجود جيوش "إرهاب" على حدودها. إلّا إن هذا المبدأ لم يتحقق على الجبهتين، وإسرائيل ليست على الطريق لتحقيقه أيضاً. صحيح أن الجيش يوجه ضربات كبيرة إلى الجيشين، لكنه لم يقضِ عليهما. ومن غير الواضح ما إذا كان هذا بسبب قرارات الجيش والحكومة، أم بسبب الإدارة الأميركية. فـ"حماس" لا تزال تسيطر على السكان في قطاع غزة، ولديها قدرة على إدارة حرب عصابات، أمّا في لبنان، فإن حزب الله لا يزال جيش "إرهاب" أكثر ضعفاً، لكنه ما زال يتمتع بتأثير كبير جداً في الحكومة اللبنانية.
- صحيح أن مركز الحسم في المعركتين موجود في النهاية في المعركة الثالثة- هزيمة القوة المشغّلة، أي إيران نفسها. فالمعركة المباشرة حيال إيران هي المعركة المصيرية التي ستحسم الحرب كلها، وأيضاً الأمن الشامل لدولة إسرائيل. لكن المعركة في مقابل إيران يمكن أن تكون طويلة، أتمنى أن يتم تقصيرها عبر خطوات سريعة من إسرائيل، لكن لا يمكن الاعتماد على هذا الافتراض. لذلك، لا نستطيع التصالح حالياً مع التهديد من جيشَي "إرهاب" على حدودنا.
- ممنوع العودة إلى الأخطاء نفسها التي ارتكبناها خلال 25 عاماً، وتحديداً، منذ الهروب السيئ من لبنان في سنة2000، وصولاً إلى حرب "السيوف الحديدية".
- الوضع في قطاع غزة ولبنان ليس مشابهاً. تستطيع إسرائيل احتلال القطاع برمته وفرض حُكم عسكري موقت. هناك اعتبارات وظيفية تدعم هذا التوجه على الرغم من المعارضة الداخلية والخارجية - بسبب إنقاذ المخطوفين، وأيضاً من أجل التعامل مع الأزمة الإنسانية. إن محاولات التوصل إلى ترتيبات أُخرى غير ممكنة ما دامت "حماس" تسيطر على السكان، ولديها قدرات على إدارة حرب عصابات.
- بعكس ذلك، إسرائيل لن تحتل لبنان كله، لكنها يمكن أن تضغط من أجل نزع السلاح، عبر الاحتلال الواسع والاستمرار في القصف الكثيف والاغتيالات. ويمكن أن تقف على خط تماس يتسع أكثر نحو الشمال، وأن تعلن أنها لن تسمح للسكان بالعودة، ولن تنسحب إلى الحدود الدولية حتى تقوم قوة قادرة في لبنان وقوى عظمى في الغرب بنزع السلاح من "جيش الإرهاب" التابع لحزب الله.