السباق بين ترامب وهاريس: مَن الرئيس الأفضل لإسرائيل؟
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • لن يعترف أحد بهذا رسمياً، لكن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يصلّي لكي يفوز ترامب في الانتخابات في الولايات المتحدة ويعود إلى البيت الأبيض.
  • في الماضي، قال نتنياهو في أحاديث مغلقة إن الإدارات الأميركية الديمقراطية عملت من وراء الكواليس لإطاحته. وهناك أحقاد كثيرة بين رئيس الحكومة والمحيطين به وبين الحزب الديمقراطي الذي يتعامل معه ومع أتباعه بكثير من التشكيك. وليس من قبيل العبث وصف اليد اليمنى لنتنياهو، والذي يمسك بملف الولايات المتحدة في الحكومة، رون ديرمر بأنه ناشط رفيع المستوى في الحزب الجمهوري.
  • مع ذلك، وعلى الرغم من آمال نتنياهو بفوز ترامب، فإنه يجب أن يكون حذراً مما ينتظره منه. فالرئيس الأميركي السابق شخص لا يمكن توقُّع ما يمكن أن يفعله، ويمكن أن يتسبب لنتنياهو بمشكلات، أكثر كثيراً من المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. لقد غرّد هذه الليلة في منصة X (تويتر سابقاً) بالتالي: نحن نبني أكبر وأوسع ائتلاف في التاريخ السياسي الأميركي. وهذا يشمل أعداداً قياسية من الناخبين العرب والمسلمين في ميشيغان الذين يريدون السلام. هم يعرفون أن كامالا هاريس وحكومتها المحرّضة على الحرب التي ستغزو الشرق الأوسط، وتتسبب بقتل ملايين المسلمين، وتؤدي إلى حرب عالمية ثالثة. صوتوا لترامب، صوتوا للسلام".
  • إذا انتُخب ترامب لولاية رئاسية ثانية وأخيرة، فسنكون أمام رئيس لا يدين بشيء لأحد، ويفعل فقط ما يحلو له. وعلى سبيل المثال، سيكون متحرراً من ضغوط المسيحيين الإنجيليين الموالين لإسرائيل الذين شجعوه على تأييد إسرائيل.
  • قد يحاول ترامب إحياء صفقة القرن التي تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية والتطبيع مع السعودية. وتدعو الصفقة المقترحة إلى قيام دولتين، جنباً إلى جنب، يكون فيها 70% من الضفة و100% من قطاع غزة، تحت سلطة فلسطينية. قد يحاول ترامب السير في اتجاه تحقيق السلام ونيل جائزة نوبل للسلام ومحو كل أثر للفضائح من حوله. وإذا اضطر إلى فرض إرادته على نتنياهو، فلن يتردد عن القيام بذلك.
  • أمّا إذا انتُخبت هاريس، فستكون أكثر عرضةً للضغوط لأنها ستكون في ولايتها الأولى، والتنظيمات اليهودية في الولايات المتحدة قوية جداً، وذات تأثير، وقادرة على التوحد من أجل الضغط على المرشحة الديمقراطية.
  • ومن المتوقع أن تكون هاريس أقل مودةً مع إسرائيل من جو بايدن الذي وُصف بأنه "الرئيس الصهيوني الأخير". ومن المنتظر أن تمارس الإدارة الديمقراطية الضغط على إسرائيل في الموضوع الفلسطيني، سواء من خلال الدفع قدماً بحلّ الدولتين، أو من خلال إحداث انعطافة تؤدي إلى نوع من الانفصال من خلال المحافظة على أمن إسرائيل، وعلى حقوق الإنسان. وعموماً، من المنتظر أن تتبنى إدارة هاريس خطاً أكثر تأييداً للفلسطينيين، وأن تعمل من أجل إحياء السلطة الفلسطينية في غزة.
  • وخلال حُكم هاريس، من المنتظر أن تزداد العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن ضد المستوطنين العنيفين. ومن المتوقع أن تعمل هذه الإدارة ضد البؤر الاستيطانية غير القانونية، ويمكن أن تفرض عقوبات على الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
  • أمّا فيما يتعلق بالمسألة الإيرانية، فإن المرشحَين لا يستبعدان اتفاقاً جديداً، لكن يمكن التقدير أن ترامب سيضغط أكثر على الإيرانيين من هاريس، وسيكون أكثر سخاءً حيال إسرائيل.
  • ومن نواحٍ أُخرى، سيكون ترامب أكثر إصغاءً للمصالح الإسرائيلية. على سبيل المثال، مع ترامب، من السهل أكثر فرض التغييرات التي تطالب بها إسرائيل على القرار 1701، وإبعاد حزب الله عن حدود إسرائيل.
  • وبغض النظر عن الفائز في الانتخابات، فإن إسرائيل، بدءاً من اليوم التالي للانتخابات، وحتى موعد تنصيب الرئيس العشرين في كانون الثاني/يناير 2025، ستدخل في مرحلة حساسة. فالرئيس المنتهية ولايته بايدن يريد أن يترك لخليفته طاولة نظيفة بشأن كل ما له علاقة بالحرب في الشرق الأوسط. لقد صرّح كلٌّ من هاريس وترامب بأنهما سيضغطان من أجل إنهاء الحرب وعودة المخطوفين.

التخوف من الخط الانفصالي في عهد

ترامب، ومن التقدميين في عهد هاريس

  • لا تعتمد مسألة التأييد والصداقة لإسرائيل على الرئيسين فقط، بل أيضاً على خلايا النحل التي سيبنيانها حولهما. من المنتظر أن يعيّن ترامب شخصيات موالية لإسرائيل، مثل مايك بومبيو الذي قد يُعيّن وزيراً للدفاع، وديفيد فريدمان السفير الأميركي السابق في إسرائيل، المرشح لتولّي منصب رفيع المستوى في الإدارة، ربما وزارة الخارجية. هناك مرشحون آخرون لمنصب وزير الخارجية، مثل السيناتور ماكو روفين ونيكي هيلي، والإثنان من المؤيدين الكبار لإسرائيل.
  • ومن غير المتوقع أن يعود جاريد كوشنير وجايمس غرينبلات إلى العمل رسمياً، لكن من المحتمل أن يواصلا الهمس في أذن ترامب. بالإضافة إلى ذلك، في إمكان نتنياهو الاعتماد على استمرار أعضاء في مجلس الشيوخ الموالين لإسرائيل، مثل ليندسي غراهام، في التأثير في ترامب لمصلحة إسرائيل.
  • من ناحية هاريس، من المنتظر أن تكون خلية العمل أقلّ وداً إزاء إسرائيل، لكن ليس بالضرورة عدائية. من بين الأسماء المعروفة المرشحة لتولّي مناصب كبيرة في إدارة هاريس، هناك في الأساس أتباع أوباما، مثل فيل غوردون، وويندي شيرمان ورام عمانوئيل. وتتخوف إسرائيل من هيمنة الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي على إدارة هاريس، وهو الذي يُعتبر نقدياً جداً حيال إسرائيل.
  • القاسم المشترك بين المرشحين هو أنهما يعتمدان على أشخاص لا يريدون صراعات عسكرية. بالنسبة إلى ترامب، يمكن أن تساعد عودته إلى الرئاسة مؤيديه من الخط الانفصالي في الحزب الجمهوري الذين يعارضون التدخل الأميركي في النزاعات الدولية. وإذا حدث ذلك، فهذا الخبر سيئ، بالنسبة إلى إسرائيل، لأنه يمكن أن يؤدي إلى تعزيز قوة المحور الروسي - الصيني. في هذا السياق، من المهم أن نرى كيف ستتصرف إدارة ترامب إزاء الحرب في أوكرانيا، والدعم الأميركي لتايوان.