من المتوقع أن يصل موفد الرئيس الأميركي الخاص عاموس هوكشتاين إلى بيروت اليوم من أجل التوصل إلى تسوية بين لبنان وإسرائيل. وبحسب تقدير أميركي للوضع، فإن فرص نجاح الاتفاق هي 50%. لكن لم يكن هوكشتاين ليأتي إلى بيروت لو لم يكن يعتقد أنه توجد فرصة للاتفاق، وبعد حصوله على مؤشرات إيجابية من لبنان.
وزيارة هوكشتاين هي لإنهاء الاتفاق، وليس لإجراء جولة أُخرى من المفاوضات. وكانت الأيام الأخيرة شهدت اتصالات كثيرة دارت من وراء الكواليس، جرى خلالها ردم الفجوات بين الطرفين.
إن مغزى وصول هوكشتاين إلى بيروت هو أن الاتفاق أصبح وشيكاً، ويمكن إعلانه خلال وقت قصير نسبياً، ومن غير الواضح ما إذا كان هوكشتاين سيعلن الاتفاق من بيروت، أو من القدس. التقدير في إسرائيل أن إيران أعطت حزب الله الضوء الأخضر للموافقة على وقف إطلاق النار لكي تبعث برسالة إيجابية إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وتبدو تفاصيل التسوية التي يجري العمل عليها كالتالي: - فترة اختبار لوقف إطلاق النار مدة 60 يوماً؛ - خلال هذه المدة، من المفترض أن ينسحب حزب الله إلى ما وراء خط الليطاني؛ - ينتشر خلالها في الجنوب اللبناني الجيش اللبناني واليونيفيل فقط؛ - بعد مرور 60 يوماً، ينسحب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني؛ - تشارك في آليات تطبيق الاتفاق بريطانيا وألمانيا وفرنسا وأطراف أُخرى؛ - تحافظ إسرائيل على حرية العمل إذا خرق حزب الله الاتفاق.
وقال مصدر إسرائيلي مطّلع إن "هذه الإدارة لا تبحث عن مغامرات في أمور ليس لها فرص في النجاح. ويمكن الاستنتاج أن مجرد وصول الموفد الأميركي يعني أن هناك فرصاً للاتفاق. لكن من الصعب تأكيد ذلك. يوجد بيننا وبين الأميركيين تفاهُم كبير جداً. مجيء هوكشتاين إلى إسرائيل مرتبط طبعاً بنتائج الحوار الذي سيُجريه في لبنان، لكن من المنتظر أن يأتي".
إذا تمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق، ستعلن الولايات المتحدة وقف إطلاق النار مدة 60 يوماً. وخلال هذه الفترة، سيكون الاختبار الكبير، وهو انسحاب حزب الله إلى خط الليطاني وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب. خلال هذه الفترة، سيبقى الجيش الإسرائيلي في الجنوب اللبناني، لكن الاستعدادات الميدانية لن تختلف كثيراً. وبحسب المخطط، في نهاية الستين يوماً، سيبقى في الجنوب فقط الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
في حال التوصل إلى الاتفاق، سيعلن الأميركيون وقف إطلاق النار فوراً، ومن المحتمل أن يؤدي الفرنسيون دوراً في الإعلان، كنوع من ضمانة بالنسبة إلى لبنان. وسيضمن الاتفاق، بعكس ما جرى في سنة 2006، آليات لتطبيق الاتفاق بصورة فعالة، ستشارك فيها بريطانيا وألمانيا وفرنسا وأطراف أُخرى.
إذا نجح هوكشتاين في التوصل إلى صفقة بشأن وقف إطلاق النار، فسيكون لذلك تداعيات بعيدة المدى لأنها المرة الأولى التي يجري فيها الفصل بين لبنان وغزة. فحتى هذا الوقت، ربط حزب الله وقف إطلاق النار في لبنان بوقف الحرب في غزة.
في إسرائيل يريدون استخدام وقف إطلاق النار في لبنان لتمرير رسالة إلى "حماس"، هي أنكم بقيتم في الآخر، وحان الوقت لعقد صفقة مخطوفين. وتأمل إسرائيل بأن يدفع الاتفاق في لبنان "حماس" إلى الاتفاق، بحيث يكون الربط عكسياً، ويؤدي وقف إطلاق النار في لبنان إلى وقف إطلاق نار في غزة وتحرير المخطوفين.