رسالة كبار المسؤولين في هيئة الأركان العامة إلى المستوى السياسي: "نضجت الظروف لعقد صفقة مخطوفين"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • ترى المنظومة الأمنية أن هناك فرصة لحدوث اختراق في المفاوضات بشأن إعادة المخطوفين، وهي توصي المستوى السياسي باستغلال الفرصة للتوصل إلى صفقة توقف الحرب في غزة موقتاً، وتعيد المخطوفين.
  • هذا هو رأي عدد من الأطراف الرفيعة المستوى في الجيش التي تتولى مناصب مهمة، بينهم مَن كان في الماضي يشكك في احتمال التوصل إلى صفقة. ويستند موقفهم هذا إلى تقاطُع عدد من العوامل في آن معاً، الأمر الذي يغيّر الواقع؛ انتهاء الحرب في لبنان؛ فصل الساحات؛ نقل مركز الثقل العسكري إلى القطاع؛ الاهتمام بما يجري في سورية؛ الضغط الداخلي في غزة؛ بالإضافة إلى الضغط الداخلي في إسرائيل وتبدُّل الإدارة الأميركية. في ضوء هذا كله تجدر الإشارة إلى المصريين الذين يحاولون تحريك الصفقة بقوة.
  • وعلى الرغم من عدم إقرار مقترح ملموس بشأن الصفقة، فإن رأي الجيش والمنظومة الأمنية أن الأيام الأخيرة شهدت تضافراً في عدد من الأطر التي يمكن أن تدفع "حماس" إلى صفقة سريعة مع إسرائيل. وقال لنا مسؤول إسرائيلي تحدثنا معه، إنه حتى لو أن الصفقة بدأت تنضج، لكن ما ستتضمنه غير واضح، لكن إسرائيل تمرّ بأيام حاسمة يمكن أن تغيّر صورة القتال في قطاع غزة.
  • المتغيّر الأكبر يبعد 200 كلم عن المكان الذي يختبىء فيه شقيق السنوار، أي لبنان. وعلى الرغم من أن قسماً من المنظومة الأمنية يعتبر الاتفاق مع لبنان فشلاً استراتيجياً، لكن هؤلاء يرون فيه فرصة للضغط بقوة على "حماس" في غزة. وفي الوقت الذي كان حزب الله يمثل نوعاً من بطاقة تأمين لـ"حماس" منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، فإن إغلاق الساحة اللبنانية رأى فيه قسم من "حماس" خيانة للمحور وترك غزة وحدها في المعركة في مواجهة إسرائيل. لم يعد الاهتمام الإسرائيلي موزعاً بين الساحتين الشمالية والجنوبية، وعاد الثقل العسكري إلى القطاع، إلى جانب الجبهة الإسرائيلية - الأميركية الموحدة مع الإدارة الأميركية الجديدة، أمور كلها تؤثر في القطاع، وفي صنّاع القرار في "حماس"  الذين ما زالوا أحياء في الأنفاق.
  • المتغيّر الثاني هو الجمهور في غزة الذي يرزح منذ أكثر من عام تحت وطأة قتال عنيف يشنّه الجيش الإسرائيلي ضد "حماس"، ويعيش في خيام موقتة أقيمت له، ويعاني جرّاء الشتاء الشرق الأوسطي...
  • أشار مصدر أمني إسرائيلي إلى أن البنية التحتية العسكرية لـ"حماس" انتهت تقريباً، والأمر الوحيد الباقي لها الآن هو الجمهور الذي توظف فيه جهودها القليلة المتبقية للمحافظة على سيطرتها الأساسية. وفي رأي مصادر أمنية، إن التوصل إلى صفقة في الوقت الحالي يساعد "حماس" على المحافظة على مكانتها وسط الرأي العام الغزّي وطرد العناصر التي تعارض سيطرتها من العشائر التي تشتبك معها بعنف بسبب توزيع المساعدات الإنسانية على السكان..
  • مع ذلك، يدركون في المنظومة الأمنية أن "حماس" لن تتخلى بسهولة عن كل المخطوفين، لأنهم ورقة المقايضة الأخيرة لديها. المخطوفون والمخطوفات الإسرائيليون، الأحياء والأموات، هم الشيء الوحيد الذي يحول دون الانهيار الكامل للأطر العسكرية والحكومية التي أقامتها حركة "حماس" منذ سنة 2007.
  • ويمكن التقدير أن "حماس" قد تتنازل عن أجزاء معينه من الاتفاق المستقبلي، مثل وجود الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا والمنطقة الفاصلة بين غزة ومستوطنات الغلاف، ومن غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستتنازل وتُخرج قواتها من ممر نتساريم.  ثمة عقبة أُخرى ستبرز، هي تحرير الأسرى الفلسطينيين. منذ عام، يعمل الجيش والشاباك على "تنظيف" قطاع غزة من "المخربين"، لكن الصفقة، إذا حدثت، ستُدخل "دماً جديداً" إلى صفوف الحركة.
  • لكن على الرغم من كل هذه العقبات والمصاعب التي قد تضعها "حماس" ومصر في الاتفاق المقبل، فإن المنظومة الأمنية تعتقد أن هذا هو الوقت الأفضل من أجل التوصل إلى صفقة. العمليات المتواصلة في جباليا، وفي شمال غزة ورفح انتهت، و90% من السكان يتمركزون في منطقة خان يونس - المواصي. وبغياب الصفقة، يستعد الجيش الإسرائيلي لزيادة الجهد العملاني بصورة كبيرة في سائر أنحاء القطاع خلال أشهر الشتاء، وعلى ما يبدو، بدعم أميركي، ومع تبدُّل الإدارة في البيت الأبيض.
  • في ضوء هذه التطورات، وبعد عرض فيديو للمخطوف عيدان ألكسندر، التقى رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ وعقيلته عائلة عيدان في الأمس، وقال لها: "هناك مفاوضات من وراء الكواليس، وهناك فرصة الآن في إحداث تغيير يؤدي إلى صفقة مخطوفين".

 

 

المزيد ضمن العدد