لماذا الاتفاق مع لبنان، وليس مع غزة؟
تاريخ المقال
المصدر
- إن السؤال الذي يطرح نفسه على كل عائلات المخطوفين، ويجب أن يطرحه كل مواطن إسرائيلي على نفسه: لماذا يمكن التوصل إلى اتفاق في لبنان، وليس في غزة؟ وكيف يمكن أن توافق الحكومة على وقف الحرب والانسحاب والعودة إلى الحدود، في مواجهة العدو الأكبر والأكثر خطراً، والذي لا يزال تهديده موجوداً، ولا يملك ورقة مقايضة، مثل ورقة المخطوفين، بينما في مواجهة عدو أضعف، تلقى ضربات كثيرة، وجرت إزالة التهديد الذي يشكله حتى الآن، ويحتفظ بمخطوفين في ظروف جهنمية، رفضت الحكومة ذلك؟
- لقد شرح رئيس الحكومة أننا في غزة، لا نستطيع العودة إلى القتال، بينما نستطيع ذلك في لبنان. هذا تناقُض كبير، لماذا نعم في لبنان، ولا في غزة؟ لو كانت هذه السياسة واحدة لحرب لا هوادة فيها حتى الخضوع المطلق لكل الأعداء في الجنوب والشمال، يمكن مناقشة ذلك، ولَكان هذا الموقف مفهوماً. لكن لماذا الشمال هو عكس الجنوب؟ لا مجال لتفسير ذلك سوى أنه خضوع سياسي كامل للمجانين في الحكومة.
- لو كنا ندفع ثمن هذا الخضوع فقط من المال العام، ومن قيم مشوهة، لَكان أمراً مفهوماً، لكن الخضوع للمجانين يكلف حياة بشرية. فكروا في الأمر، أفراد من شعبنا يعيشون في ظل الخوف والقلق والحنين، يموتون هنا. إلى أيّ حد يمكن أن يصل الاستهتار؟ وما هي قيمة حياة الإنسان؟ وما هذا الشر المطلق؟ وقساوة القلب؟ وبلادة الأحاسيس، والقطيعة الكاملة عن الواقع؟ هل نحن إزاء توجُّه سوفياتي سيطر على الحكومة، ولو كان ابنك هو الموجود منذ سنة وشهرين في نفق قديم في غزة، هل كنت ستتصرف بالطريقة نفسها؟ ولماذا ما يصح في لبنان، لا يصح في غزة؟
- قبل عدة أسابيع من حادثة عملية الخطف الجماعي في غزة، جرى الاحتفال بمرور 70 عاماً على إقامة الوحدة 101. أيّ فارق في طريقة التعامل مع أسرانا بين الأمس واليوم. لقد قلب أفراد الوحدة 101 العالم من أجل إعادة الأسرى. وعندما وقع الرقيب يتسحاق جيبلي في أسر الأردنيين في سنة 1954، اعتقد الأردنيون أن الأسير لديهم هو ضابط رفيع المستوى، ولم يفهموا كيف يمكن أن تفقد دولة بأكملها صوابها من أجل رقيب في الأسر. هذا هو الفارق بين القيم والروحية التي تميزت بها الوحدة 101 التي تولاها أريئيل شارون، وبين الـ101 في أيام نتنياهو...
- رئيس الأركان والمسؤولون الرفيعو المستوى في الجيش والشاباك في طريقهم إلى منازلهم. وهذا هو الوقت الملائم أيضاً لأن تطلب هذه الحكومة الثقة من الجمهور. إن ما شهدته هذه الدولة صعب وصادم، ويتطلب التوجه إلى الشعب. وبعكس ما يحاول نتنياهو تسويقه وسط أنصار الليكود، فالبديل ليس بيبي، أو حُكم اليسار. بل العكس تماماً. إن اليميني الحقيقي هو الذي لا يحمل على يديه لطخة نظرية تمويل "الإرهاب" واحتوائه، ولا يحمل وصمة إهمال الجنوب والشمال، بينما آلاف "المخربين" يتربصّون بنا على الحدود من دون خوف، فقط مثل هذا الشخص هو الذي يمكنه الفوز في الانتخابات. إن التمسك بنتنياهو لا يعني التمسك بسلطة اليمين، بل معناه مساعدة نتنياهو على التمسك بالكرسي. لا تخطئوا، هذا هو الأمر الوحيد الذي يهمه.
- الليكوديون يشبهون مشجّعي فريق كرة القدم، وهم يتمسكون بفريقهم في السراء والضراء. يمكنهم التمسك بالفريق، لكن لماذا يجب التورط مع مدرب فاشل؟ نتنياهو لا تعنيه الجماعة، بل فقط وظيفته، وزوجته وابنه والجنون... لا يمكننا أن نتذكر أن نتنياهو قال ولو مرة واحدة "إن ما حدث جرى خلال ولايتي، وأنا مسؤول". منذ اللحظة الأولى، ينشرون نظريات المؤامرة المجنونة، ويتجنّون على الجيش، وعلى الشاباك، اللذين يدافعان عنا... كفى، يجب أن نقول لهذا النرجسي وداعاً من دون رجعة.