أصرّ وزير الدفاع السابق والرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي موشيه يعلون على موقفه وتصريحاته التي أدلى بها، أول أمس (السبت)، وأكد من خلالها أن الجيش الإسرائيلي يقوم بتطهير عرقي في قطاع غزة.
وجاء إصرار يعلون هذا في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية 12، أمس (الأحد)، ورفض فيها الاعتذار عن تصريحاته.
وأضاف يعلون: "إن ما قلته دقيق فيما يتعلق بما يحدث على الأرض. إنني أضع مرآة للعديد من تصريحات الوزراء وأعضاء الكنيست في الحكومة الذين يتحدثون عن قطاع نظيف من العرب. وأنا لا أتحدث عن القتل الجماعي فقط. لديّ تعريف آخر، هو طرد السكان من منازلهم وتدميرها، مثلما يحدث في بيت حانون وبيت لاهيا".
وأشار يعلون إلى أن تصريحاته لم تكن موجهة إلى الجيش الإسرائيلي، بل إلى السياسيين، كونهم "يدفعون الجيش الإسرائيلي إلى ارتكاب جرائم الحرب، ونحن بتنا هناك فعلاً. ويقوم المستوى السياسي بإجلاء السكان عن شمال قطاع غزة، وبإعداد نواة استيطانية".
وأشار يعلون إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بحق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فأكد أنه إذا كان لها ما يبررها، فليحكموا عليه.
وردّاً على سؤال عمّا إذا كان رئيس هيئة الأركان وهيئة الأركان العامة يسمحان بإجراءات تتعارض مع القانون الدولي، أجاب يعلون: "على القيادة العليا أن تنتبه إلى ما يحدث، وعليها التأكد من ذلك. إن عملها لا يتجاوز الحاجة العملياتية، ولسوء الحظ، يتم جرّها إلى هناك، ولست متأكداً من أنها على عِلم بذلك، ولهذا السبب، قمت بدق ناقوس الخطر".
وسُئل يعلون عن رأيه فيما إذا كان يجب على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي النظر في إصدار أوامر اعتقال ضد كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي أيضاً، فقال: "للأسف، المحكمة لديها فعلاً قائمة بأسماء عدد غير قليل من الأشخاص، بما في ذلك من الجيش، ولم يتم تفعيلها حتى الآن. وكان يجب عليها إصدار مذكرات اعتقال ضد وزير المال بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير منذ زمن طويل".
وشدّد يعلون على أن الجيش الإسرائيلي ليس الجيش الأكثر أخلاقيةً اليوم، مؤكداً أنه "من الصعب بالنسبة إليّ أن أقول ذلك".
من ناحية أُخرى، أكد يعلون أن إسرائيل في طريقها إلى الديكتاتورية، وأن إسرائيل اليوم ليست دولة ديمقراطية، والقضاء فيها غير مستقل. وأضاف: "إننا في طور التحوّل من دولة يهودية ديمقراطية ليبرالية بروح إعلان الاستقلال إلى دكتاتورية فاشية مسيانية وعنصرية وفاسدة ومجذومة ومارقة تحمل أفكاراً غيبية".
وكان يعلون أكد في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية "ديموقراط تي في"، (Democrat TV)، أول أمس، أن قوات الجيش الإسرائيلي تنفّذ حرب تطهير عرقي في شمال قطاع غزة. وأضاف: "لم تعد هناك بيت لاهيا، أو بيت حانون. إن الطريق التي يتم جرّنا إليها حالياً هي الغزو والاحتلال والاستيطان والضم والتطهير العرقي في قطاع غزة. ولإثبات ذلك، يكفي أن ننظر إلى ما يحدث في الجزء الشمالي من قطاع غزة".