الاتحاد الأوروبي يتجند لمصلحة لبنان، ولدى إسرائيل فرصة للتأثير
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي

معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛  وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.

المؤلف
  • بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، أعلن مفوض السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي تعهُّد الاتحاد حشد كل الجهود من أجل إعادة إعمار لبنان، سواء من الناحية العسكرية (تقديم مساعدة للجيش اللبناني من أجل تنفيذ القرار 1701)، أو من الناحية الإنسانية. وينضم هذا القرار إلى المساعدات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي منذ سنوات لمساعدة لبنان على مواجهة اللاجئين جرّاء الحرب الأهلية السورية والمشكلات المترافقة في هذه الدولة الضعيفة.
  • إن اهتمام الاتحاد الأوروبي بالمسألة اللبنانية هو، إلى حد بعيد، بفضل مساعي فرنسا، الراعية للبنان، والتي تبذل كل جهدها للمحافظة على نفوذها هناك. والنموذج الأخير من هذا التدخل، يمكن أن نجده في المساعي من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، بالاتفاق مع الولايات المتحدة على مراقبة تطبيق الاتفاق. وفي هذا الإطار، يجب أن نتذكر المؤتمر الذي عُقد في باريس (في تشرين الأول/أكتوبر الماضي)، مؤتمر الدول المانحة، والذي كان الهدف منه جمع أموال من أجل المساعدات الإنسانية والأمنية. لقد تمكن الرئيس الفرنسي من جمع 800 مليون يورو من أجل الحاجات الإنسانية و200 مليون يورو من أجل الحاجات الأمنية. وكان الاتحاد الأوروبي قدم منذ بداية سنة 2024 مساعدة إنسانية تُقدّر بـ100 مليون يورو، ومنذ سنة 2011، حوّل الاتحاد الأوروبي مساعدة إنسانية تُقدّر بـ971 مليون يورو.
  • ضمن إطار تعهدات الاتحاد الأوروبي مساعدة لبنان في مهمة إعادة الإعمار، يجب على إسرائيل أن تجد طريقة في أقرب وقت ممكن، لإقناع الاتحاد والدول الأعضاء التي تنوي الانضمام إلى مساعي إعادة الإعمار، بتركيز جهودها على الجنوب اللبناني، بهدف خلق بديل من المساعي التي يبذلها حزب الله وإيران، وتقديم مساعدة مالية واقتصادية لسكان الجنوب الذي يريدون العودة إلى منازلهم. ستساعد مساهمة الاتحاد على تقليص الاعتماد على حزب الله، وبصورة غير مباشرة، على إيران التي لن توقف مساعيها من أجل ترميم مكانتها، بعد الضربات التي تكبّدتها مؤخراً. ونأمل من الاتحاد الأوروبي الذي لا يتوقف عن الكلام عن أهمية الاستقرار والازدهار، أن يأخذ زمام المبادرة في أقرب وقت.

 

 

المزيد ضمن العدد