أحسنتم، لقد حطمنا النظرية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • ما تشهده سورية في الأيام الأخيرة هو، من دون شك، درس مهم في نظرية 8 أكتوبر. سلاح الجو يمرّ على كل ما يوجد فيه قدرة عسكرية تتجاوز المستوى التكتيكي ويدمره؛ طائرات ودبابات وسفن وقدرات بحثية وتطوير وإنتاج، كل شيء يتجاوز مستوى الكلاشينكوف والآر بي جي جرى تدميره.
  • ليس لديّ أدنى شك في أنه لو سقط النظام السوري في أيّ لحظة أُخرى من الزمن، فإن إسرائيل، ما قبل 7 أكتوبر، ما كانت نفّذت ما نفّذته الآن. كنا سننتظر ونفحص الواقع، ونتردد، وفي هذه الأثناء، كانت القدرات الاستراتيجية ستقع بين يدي مجموعات مجنونة، لا مثيل لها.
  • أحد الدروس المهمة من الاقتحام و"المذبحة" والخطف الجماعي، هو أننا لا نملك ترف الوقت لكي نفهم نيات العدو، ولا نملك هامشاً للخطأ.
  • المبدأ الناظم للعقيدة التي يجب علينا انتهاجها بسيط: عندما يقف في مواجهتنا عدو مسلم ديني - أصولي، فإن أيديولوجيتنا الأساسية هي تدميره، تدمير قدرات العدو، وتدميره شخصياً، يجب أن يصبح في عداد الأموات فوراً.
  • ويجب علينا تطبيق هذا المبدأ فوراً على الساحة الإيرانية (مع الأخذ بعين الاعتبار القدرات التقنية والاعتبارات الدولية، مثل تبدُّل الإدارة في الولايات المتحدة). قبل كل شيء، الأهم هو تدمير القدرات، بعدها التدمير المادي لكل المشاركين.
  • ونظراً إلى أن الصورة في سورية غير واضحة، لا من ناحية النيات، ولا من حيث ميزان القوى، ولا على مستوى الشخصيات والأيديولوجيا المسيطرة، كان من المهم القيام بعملية تنظيف كاملة للميدان بقدر الممكن، وهذا ما نفعله الآن. في ضوء كل ما مرّ بنا؛ ببساطة، لا يمكن لشعب إسرائيل التنازل عن ضرورة تغيير ضروري وجذري في عقيدتنا الأمنية.
  • خلال الـ14 شهراً الأخيرة، تعرّض عناصر المنظومة الاستخباراتية، وفي طليعتها الاستخبارات العسكرية، لانتقادات كانت محقة أحياناً، لأنهم عجزوا عن فهم حوافز العدو. لكن ضمن هذا السياق، فإن العملية التي جرت في سورية تحديداً، تستحق الثناء، وكوننا غير موجودين في الغرف، وفي الكابينيت، أو في هيئة الأركان العامة، لا يمكن أن يكون بعض الأمور واضحاً، بالنسبة إلينا، مثل علاقات القوى، وما الأكثر إلحاحاً، ومَن يكبح، وماذا؟
  • من المحتمل أن العملية الاستباقية في سورية جرت بمبادرة من المستوى السياسي، ووافق الجيش عليها، ويمكن أن يكون العكس، لكن هناك أمراً واحداً واضحاً تماماً، كل النيات الطيبة في العالم لم تكن لتساعدنا الآن، لولا العمل الذي قامت به الجهات الاستخباراتية على مدى عقود في بناء بنك الأهداف. ولولا بنك الأهداف التفصيلي والمحدّث، لما كان لدينا القدرة على مهاجمة كل هذه الأهداف المهمة في سورية.
  • هناك أمر مثير للإحباط في العمل على بناء بنك أهداف والمحافظة عليه. أحياناً، يجري بناء هدف، ويتم تحديثه على مدى سنوات، من دون أن نستفيد منه. وفي الأغلب، كان هناك اختلاف في المواقف والتقديرات بين الباحثين في مختلف المجالات في شعبة الأبحاث. وكان هناك مَن ينظر إليهم باستخفاف، ويعتبرهم من دون فائدة. وفجأة، في صبيحة أحد الأيام، وبعد 51 عاماً، ودفعة واحدة، تأتي اللحظة الحاسمة التي يصبح فيها عمل عشرات السنوات مهماً وحاسماً.
  • هذا درس كبير ومهم جداً لنا جميعاً بشأن أهمية الاحتفاظ ببنية تحتية قد تبدو غير مفيدة أحياناً. وهذا درس أساسي لعناصر الاستخبارات كي يواصلوا ويوسّعوا إقامة البنى التحتية وإحكام قبضتهم على كل الساحات، حتى تلك التي تبدو الآن هادئة، وربما صديقة. ويجب هنا أن نشكر كل الأشخاص الذين بنوا هذه البنية التحتية وحصنّوها، من دون أن يتمكنوا من استخدامها بأنفسهم، لكن نجاحات الأيام الأخيرة الكبيرة تعود إليهم. الشكر للأجيال السابقة من عناصر الاستخبارات على الأهداف، وشكراً للعاملين اليوم في شعبة الأبحاث، وفي القيادة الشمالية، وفي منظومة الاستخبارات في سلاحَي البحر والجو، وشعبة جمع المعلومات التي دعمت كل هذه المنظومة.

 

 

المزيد ضمن العدد