تقرير: يبدو كأن الجيش لن يسمح للغزّيين بالعودة إلى منازلهم في جباليا، و"خطة الجنرالات" على طريق التنفيذ
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

حقق مقاتلو لواء غفعاتي في الأيام الأخيرة سلسلة إنجازات في قلب مخيم جباليا للاجئين، وفي البلدة نفسها، وفي بلدة بيت حانون، من خلال سلسلة عمليات ليلية اعتقلوا وقتلوا خلالها مئات "المخربين" في شمال القطاع.

وفي تقدير الفرقة 162 التي تقود عملية التوغل التي دخلت شهرها الثالث،  بقي نحو 100 "مخرب" يتحصّنون في النواة الصلبة للمخيم، وفي بلدتين مجاورتين، هما بيت لاهيا وبيت حانون.  ونجح لواء غفعاتي، المسؤول عن أغلبية الأضرار الناجمة عن محاصرة المدينة الثانية، من حيث الحجم، في شمال القطاع، في إجلاء نحو 65 ألف مواطن من شمال غزة (من مجموع 70 ألفاً) إلى منطقة مدينة غزة، جنوبي جباليا، وبقي في المنطقة بضعة آلاف من السكان في أماكن إيواء كبيرة، مثل المدارس والمستوصفات.

من بين الأسئلة الأساسية المطروحة، تلك المتعلقة باليوم التالي للتوغل: هل سيسمح الجيش الإسرائيلي لبضعة آلاف من الغزيين بالعودة إلى منازلهم في جباليا، على الرغم من أن العدد الأكبر منها تضرر في القتال؟ أم أنه سيمنعهم من ذلك، مثلما منع مليون غزّي جرى إجلاؤهم إلى جنوب القطاع في ذروة المناورة البرية، قبل عام، ومنذ ذلك الحين، لم يُسمح لهم بالعودة  عبر ممر نتساريم الذي يقسّم القطاع. الجواب هو أنه من المتوقع من الجيش الخاضع للمستوى السياسي إبقاء الثلث الأعلى من أقصى شمال قطاع غزة منطقة منفصلة وقليلة السكان.

وبعد فحص أجرته الصحيفة، تبين أن قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش تستعد لإبقاء محور الفصل الجديد الذي أقيم في الأشهر الأخيرةـ والذي يبدأ من السياج الحدودي المحاذي لكيبوتس كفر غزة وينتهي عند شاطىء البحر. والهدف هو منع عودة الغزّيين إلى منازلهم في جباليا وبيت لاهيا، اللتين تشرفان على المستوطنات الإسرائيلية، مثل نتيف هعشرة وسديروت ومفلسيم وإيرز.

وحالياً، من المنتظر أن ينفّذ الجيش الجزء الأساسي والمهم من "خطة الجنرالات" التي وضعها اللواء في الاحتياط غيورا آيلند: "تطهير" منهجي لمناطق كبيرة في شمال القطاع من كل الأعداء، ومنع  عودة الغزيين إلى منازلهم. والسبب أن "حماس" بحاجة إلى شرطين لكي تتمكن من ترميم قوتها والتعافي، وهما: وجود السكان الغزيين بالقرب من ناشطيها وقادتها، وعدم وجود سلطة بديلة في القطاع. ترفض إسرائيل نشوء سلطة بديلة من "حماس"، وبهذه الطريقة تساعد الحركة على البقاء في غزة أعواماً أُخرى. لذلك، على المستوى العسكري، يُعتبر التوغل بالأسلوب الجديد أكثر فعالية، لكنه يؤدي إلى انتقادات في الداخل والخارج.

على الرغم من ذلك، فإنه من غير المستبعد بقاء بضعة آلاف من سكان غزة في الثلث الشمالي من القطاع في مراكز الإيواء الإنسانية. ويتحدث قادة الجيش عن أوضاع غير مسبوقة، ويقولون: "نحن نهاجم ونقصف منطقة، ثم ندخل إليها، لنجد فجأة في مبنى نجا من القصف 20 طفلاً وامرأة موجودين هناك". ويمكن ان نجد دليلاً لمستقبل جباليا، حيث يقيم الجيش في الجزء الغربي من منطقة العمليات قاعدة لوجستية متقدمة لقواته.

في هذه الأثناء، تقاتل ثلاثة ألوية في عملية جباليا؛ غفعاتي، وكفير، و401، وهي تنجح في تحقيق كثير من الإنجازات في غضون وقت قصير. واعتقل مقاتلو غفعاتي 1000 مخرب، وقتلوا نحو 700 في أول شهرين من التوغل. ومؤخراً، قام هؤلاء بتحسين أساليب القتال من أجل تحطيم تحصينات "المخربين" الموجودة في أماكن مبنية وملغّمة. إذ تعمد القوات على فتح الطرقات أمام تقدّمها بواسطة التفجيرات والجرافات بصورة مفاجئة تجبر العدو على الهرب والتوجه إلى كمائن أعدّها مقاتلونا.