إدارة ترامب انتقلت إلى استراتيجيا الردع الهجومي، بدلاً من استراتيجيا الاستجابة الدفاعية التي انتهجتها إدارة بايدن
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • تعهّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بداية ولايته عدم خوض حروب جديدة، بل إنهاء الحروب المستعِرّة في العالم. ومع ذلك، قام مساء أمس (ليلة السبت) بشنّ هجمات واسعة على عشرات الأهداف التابعة للحوثيين في اليمن، ووفقاً للتقارير، تشكل هذه الهجمات "نقطة انطلاق" لحملة جديدة ضد هذا التنظيم "الإرهابي" المدعوم من إيران، والذي عاد مؤخراً إلى تهديد إسرائيل والسفن المتجهة إليها عبر البحر الأحمر. في الواقع، انتقلت إدارة ترامب إلى استراتيجية الردع الهجومي، بدلاً من استراتيجية الاستجابة الدفاعية التي انتهجتها إدارة بايدن، وهو تغيير مشابه لِما طرأ على العقيدة الأمنية للجيش الإسرائيلي في الحرب الحالية.
  • صرّح مصدر أميركي لوكالة الأنباء "رويترز" بأن الهجمات على اليمن ستستمر عدة أيام على الأقل، وربما حتى أسابيع، وفي الوقت نفسه، أفادت قناة "الميادين" بأن السلطات التابعة للحوثيين أعلنت ارتفاع عدد القتلى إلى 13 شخصاً جرّاء الضربات على صنعاء، بالإضافة إلى إصابة تسعة آخرين. بعد ذلك بوقت قصير، قبل نصف ساعة من منتصف الليل، وردت تقارير بشأن موجة جديدة من الغارات التي استهدفت محافظة صعدة في شمال غرب اليمن، وكذلك محافظة ذمار، ووفق ما نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن الضربات لم تقتصر على أهداف عسكرية فحسب، بل استهدفت أيضاً منازل قادة الحوثيين في صنعاء، كذلك، تم قصف منصات إطلاق صواريخ جرى تحريكها في اتجاه الساحل، استعداداً لهجمات جديدة ضد السفن.
  • هذا التغيير في سياسة إدارة ترامب، مقارنةً بما انتهجه الرئيس السابق جو بايدن، يهدف إلى معاقبة الحوثيين على إطلاق الصواريخ مباشرةً في اتجاه السفن التابعة للأساطيل الغربية في البحر الأحمر، وكذلك، لممارسة ضغط غير مباشر على طهران بشأن برنامجها النووي، في ظل رفض الجمهورية الإسلامية، حتى الآن، الدخول في مفاوضات مع ترامب تحت تهديداته وعقوباته. كما تهدف الضربات إلى دفع الإيرانيين إلى التوقف عن تشغيل وكلائهم في المنطقة. المبادرة الأميركية لها أيضاً دوافع اقتصادية، إذ تسعى واشنطن لضمان حرية الملاحة لناقلات النفط من الخليج الفارسي إلى أوروبا.
  • نفّذت إدارة بايدن ضربات ضد الحوثيين، لكنها تجنبت تبنّي سياسة هجومية استباقية ضدهم، خوفاً من اندلاع حرب إقليمية. وفي المقابل، فإن إدارة ترامب، وبعد انهيار المحور الإيراني (مع سحق حزب الله في لبنان وسقوط نظام الأسد في سورية)، لا تخشى اندلاع حرب إقليمية. حالياً، وبناءً على نصيحة إسرائيل، وبتنسيق مع السعودية ومصر (إذ إن قناة السويس، التي تُعدّ حيوية للاقتصاد المصري، باتت شبه معطلة بسبب هجمات الحوثيين)، تتحرك الإدارة الأميركية بشكل مباشر واستباقي لتقويض قدرات الحوثيين على تهديد الملاحة وتعطيلها في مضيق باب المندب والبحر الأحمر. إن التنسيق معنا ضروري، لأن أيّ هجوم أميركي بهذا الحجم، يستهدف عشرات الأهداف العسكرية في اليمن، قد يدفع الحوثيين إلى الرد بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة مفخخة في اتجاه إسرائيل، لذا، يجب أن نكون مستعدين، ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن مساهمة إسرائيل في مجال الاستخبارات ضئيلة جداً، إذا وُجدت أصلاً، فنحن لم نقُم بعد ببناء القدرات الاستخباراتية التي قد تساعد القيادة المركزية للجيش الأميركي (CENTCOM)، والتي تتولى تنفيذ هذه الهجمات.
  • لكن مساهمتنا تمثلت في تشجيع إدارة ترامب على تبنّي السياسة الهجومية الجديدة ضد اليمن. لم يكن ذلك فقط بسبب عودة الحوثيين إلى تهديدنا، بل أيضاً لمنعهم من تهديد الملاحة في باب المندب، وإطلاق الصواريخ في اتجاهنا، وتهديد سفن التحالف الغربي في البحر الأحمر. أمّا فيما يتعلق بالاستخبارات، فإن المساهمة الرئيسية تأتي من السعودية، لكن الجزء الأكبر من المعلومات يتم جمعه من جانب الأميركيين أنفسهم.

الحوثيون سارعوا إلى التهديد ضد إسرائيل

  • كما ذُكر، استهدفت الضربات الجوية والبحرية، التي نُفّذت الليلة الماضية، عشرات المواقع التابعة للحوثيين في صنعاء وصعدة في اليمن. في البداية، أفادت وزارة الصحة اليمنية بأن الضربات في صنعاء أسفرت عن مقتل ما لا يقلّ عن تسعة أشخاص، ولاحقاً، تم إعلان ارتفاع العدد إلى 13 قتيلاً، وفي أعقاب هذه الهجمات، سارع مسؤولون حوثيون إلى توجيه تهديدات ضد إسرائيل. فنشر القيادي الحوثي حزام الأسد تغريدة باللغة العبرية في وسائل التواصل الاجتماعي، قال فيها: "ترامب ونتنياهو يحفران قبوراً للصهيونيين، ابدأوا بالخوف على رؤوسكم".
  • نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولَين أميركيَّين بارزَين قولهما إن هذه الضربات تمثل "نقطة الانطلاق" لهجوم جديد ضد الحوثيين، ومن جانبه، صرّح أحد أعضاء المكتب السياسي للحوثيين مساء أمس، قائلاً: "سيكون ردّنا على هذه الهجمات ميدانياً. إن استهداف مناطق آهلة بالسكان ومكتظة في قلب صنعاء هو دليل على الفشل العسكري للعدو". استهدفت الضربات الأميركية أنظمة الرادار وأنظمة الدفاع الجوي ومنظومات الصواريخ التابعة للحوثيين، إذ تسعى إدارة ترامب لإعادة فتح ممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر. ووفقاً لتقارير محلية، تشارك بريطانيا أيضاً في هذه الهجمات. صرّح مسؤولون أميركيون بأن هذه العملية العسكرية تُعد الأوسع نطاقاً حتى الآن خلال الولاية الثانية والقصيرة لترامب، كما أنها تحمل رسالة تحذير واضحة لإيران.
  • ووفقاً للتقارير في وسائل الإعلام العربية، استهدفت الضربات في منطقة صنعاء مطاراً ومحطة تلفزيونية ومقرّ قيادة وسيطرة للحوثيين. وركزت القوات الأميركية على حيّ الجراف، وقال مصدر من صنعاء إن الحوثيين، في معظمهم، يتمركزون في هذا الحيّ، الذي يشبه منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت، المعقل الرئيسي لحزب الله.
  • وبحسب التقارير الواردة من الولايات المتحدة، فإن الضربات التي تستهدف الترسانة العسكرية الضخمة للحوثيين، والتي يُخفى جزء منها تحت الأرض قد تستمر عدة أيام على الأقل، وربما أسابيع، ومن المتوقع أن تتصاعد في حجمها، بناءً على ردة الفعل الحوثية. ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن مجلس الأمن القومي الأميركي يضم مستشارين يدفعون نحو شنّ ضربات أكثر عدوانيةً ضد الحوثيين، بهدف إجبارهم على خسارة أجزاء كبيرة من الأراضي التي سيطروا عليها في شمال اليمن. القيادي الحوثي نصر الدين عامر علّق على العملية الأميركية، عبر منصة X ، وكتب: "ستظل صنعاء درعاً وسنداً لغزة، ولن تتخلى عنها مهما كانت التحديات". من جانبه، صرّح أحد أعضاء المكتب السياسي للحوثيين لقناة "العربي" القطرية، قائلاً: "إن هجماتنا في البحر الأحمر ستستمر".

ترامب يهدد الحوثيين بالجحيم: "وقتكم انتهى"

  • أعلن الرئيس دونالد ترامب مساء أمس: "اليوم، أصدرتُ أوامري للجيش الأميركي ببدء عملية عسكرية حاسمة وقوية ضد ’الإرهابيين’ الحوثيين في اليمن. لقد شنّوا حملة مستمرة من ’القرصنة والعنف والإرهاب’ ضد السفن، والطائرات والطائرات المسيّرة الأميركية وغيرها. كان ردّ جو بايدن ضعيفاً بشكل مثير للشفقة، لذلك، استمرّ الحوثيون المنفلتون ببساطة". وبحسب ترامب: "مرّ أكثر من سنة منذ أن تمكنت سفينة تجارية من الإبحار بأمان تحت العلم الأميركي، عبر قناة السويس، أو البحر الأحمر، أو خليج عدن. آخر سفينة حربية أميركية عبرت البحر الأحمر، قبل أربعة أشهر، تعرضت لأكثر من 12 هجوماً من الحوثيين؛ وبتمويل من إيران، أطلق هؤلاء ’البلطجية’ صواريخ على الطائرات الأميركية، وهاجموا جنودنا وحلفاءنا. هذه الهجمات المستمرة كلّفت الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي مليارات الدولارات، وعرّضت الأبرياء للخطر". وأضاف ترامب: "في هذه اللحظات، ينفّذ مقاتلونا الشجعان ضربات جوية تستهدف قواعد ’الإرهابيين’، وقادتهم، ومنظومات دفاعهم الصاروخية، لحماية الأصول الأميركية في البحر والجو، واستعادة حرية الملاحة. لن يتمكن أيّ تنظيم ’إرهابي’ من منع السفن التجارية والعسكرية الأميركية من الإبحار بحُرية في الممرات المائية العالمية." وأكد ترامب، محذراً: "إلى جميع ’الإرهابيين’ الحوثيين، وقتكم انتهى، ويجب أن تتوقف هجماتكم اعتباراً من اليوم. إذا لم تفعلوا ذلك، فستُفتح عليكم أبواب الجحيم بطريقة لم يسبق لكم أن رأيتموها من ذي قبل".
  • توجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب أيضاً إلى إيران برسالة مباشرة، قائلاً: "يجب أن تتوقفوا فوراً عن دعمكم ’للإرهابيين’ الحوثيين. لا تهددوا الشعب الأميركي، ولا رئيسه الذي حصل على أحد أكبر التفويضات في تاريخ الرئاسة. لا تهددوا ممرات الشحن في جميع أنحاء العالم، وإذا فعلتم ذلك فاحذروا لأن أميركا ستحاسبكم. ولن نكون لطفاء."

 

 

المزيد ضمن العدد