قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أمس (الأحد)، إن الهجوم الجوي الذي شنّته الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثيين في اليمن، له 3 أهداف رئيسية، وهي: تدمير منصات إطلاق الصواريخ الحوثية التي تهدد السفن في عرض البحر الأحمر، واستهداف قيادات الجماعة المختبئين، وتوجيه رسالة ردع إلى إيران، فحواها أنها قد تكون الهدف التالي. وأضافت أن بعض الضربات استهدفت منازل قادة الحوثيين في صنعاء، بالإضافة إلى منصات صواريخ كانت معدّة لمهاجمة السفن.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن، عبر منصته "تروث سوشيال"، أنه أصدر أوامر بتنفيذ هذا الهجوم، متعهداً عدم التسامح مع الاعتداءات على السفن الأميركية، ومتوعداً باستخدام قوة قاتلة وحاسمة لتحقيق أهدافه. ووصف ردّ فعل سلفه، جو بايدن، على هجمات الحوثيين بأنه ضعيف ومثير للشفقة، ووجّه تحذيراً صارماً إلى الجماعة، قائلاً: "انتهى وقتكم، وعليكم وقف الهجمات فوراً، وإلّا فستواجهون جحيماً لم تشهدوه من ذي قبل".
كذلك، وجّه ترامب تحذيراً مباشراً إلى إيران، داعياً إياها إلى التوقف الفوري عن دعم الحوثيين، ومهدداً بأنها ستواجه عواقب وخيمة إذا ما استمرت في تهديد المصالح الأميركية والممرات البحرية الدولية. واختتم تصريحه بلهجة صارمة، قائلاً: "إذا تجرأتم على تهديد الشعب الأميركي، أو رئيسه، فلتكونوا حذرين لأن أميركا ستتعامل معكم، ولن نكون لطفاء".
وبدأت الغارات الأميركية مساء أول أمس (السبت)، واستمرت طوال الليل، مستهدفةً مواقع عسكرية للحوثيين، ووفق تصريحات جماعة الحوثيين، أسفرت هذه الغارات عن مقتل عشرات الأشخاص، بينهم سكان مدنيون. وأشارت تقارير إلى أن هذه العملية تشكل بداية لحملة عسكرية أوسع ضد الحوثيين، بعد تصاعُد تهديداتهم للسفن في البحر الأحمر.
وأفادت وسائل إعلام عربية بأن الضربات الأميركية أسفرت عن سقوط قتلى من القيادات العسكرية الحوثية في منطقة البيضاء. وأكدت أن قيادات حوثية غادرت العاصمة صنعاء، متجهةً إلى محافظتَي صعدة وعمران، في حين قامت الجماعة بإفراغ مخازن صواريخها عقب الضربات. وكشفت عن نقل الحوثيين لهذه الصواريخ إلى مواقع تحت الأرض، تحسباً لهجمات جديدة، كذلك، تم إرسال معدات عسكرية إلى الساحل الغربي.
في المقابل، أكدت تصريحات صادرة عن عدد من قيادات الجماعة الحوثية أن هذه العملية الأميركية لن تردعهم عن مواصلة دعم القضية الفلسطينية. وصرّح عضو المكتب السياسي للجماعة محمد البخيتي بأن الهجمات الأميركية غير مبرَّرة لأن عمليات الجماعة الحوثية موجهة ضد إسرائيل. وتوعّد بالرد، مشدداً على أن موقف الجماعة من القضية الفلسطينية ثابت، بغض النظر عن الإدارة الأميركية الحاكمة.