الفراغ في غزة: مَن يهتم بالقطاع؟
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • عندما اقترح الرئيس ترامب، خلال زيارة رئيس الوزراء لواشنطن، أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، عبر "عملية" إسرائيلية فقط، من دون أن يشارك جندي أميركي واحد في القتال هناك، شعرت بعدم ارتياح شديد. هل ضحّى جنودنا الأبطال بأرواحهم من أجل مشروع عقاري أميركي؟
  • ربما بدأت غزة كمدينة "فلستية" [حسبما ورد وصفها في التوراة]، لكنها بالتأكيد "ليست فلسطينية". يقع في غزة أحد أقدم الكُنُس في البلد، والذي يعود إلى القرن الخامس، ويحتوي على فسيفساء للملك داود، وكان ذلك قبل نشوء الإسلام. لقد أقامت في غزة جماعة يهودية طوال مئات السنين، وعمل فيها حاخامات كبار، مثل الحاخام إسرائيل نجارة، أحد أعظم شعراء الترانيم الدينية.
  • في أثناء المفاوضات بين إسرائيل ومصر، اتّخذ بيغن خطوة غير اعتيادية؛ لقد أقسم أمام الكاميرات على عدم التنازل قط عن أيّ جزء من أرض إسرائيل. لذلك، عندما طلب السادات إقامة ممثلية مصرية في غزة، في إطار الاتفاق، رفض بيغن ذلك بشكل قاطع، فبينما لم تكن سيناء، بحسب رأيه، جزءاً من أرض إسرائيل التاريخية، وبالتالي كان في الإمكان إعادتها إلى مصر في مقابل اتفاق سلام، فإن غزة، تماماً مثل القدس، لم تكن مطروحة أصلاً على التفاوض. سخر كثيرون من بيغن بسبب تمسُّكه بغزة، وتساءلوا عمّا بدا لهم كأنه حماقة، لماذا لا يسلّمها لمصر؟ لكن في الحقيقة، لم يكن المصريون مهتمين بها قط، إلّا كشوكة في خاصرة الدولة اليهودية، تسبب لها إزعاجاً دائماً.
  • بشكل عام، يسود غزة وضع غريب للغاية. الفلسطينيون الذين يعيشون في القطاع يعرّفون أنفسهم كلاجئين من مدن الساحل، ويطمحون إلى العودة إلى يافا، وعسقلان، وأشدود، أي بمعنى آخر، إلى مغادرة غزة. وفي المقابل، اليهود الذين سكنوا في غزة، يرغبون في العودة إليها، لكن الحكومة الإسرائيلية أعلنت في عهد بايدن أنها لا تنوي تجديد الاستيطان هناك. وهكذا يتكوّن فراغ يسمح لترامب بطرح مقترحاته المصلحية: الغزّيون سيتوزعون في أنحاء العالم، واليهود سيبقون ضمن حدودهم، وترامب سيجني المكاسب من الفوضى.
  • الآن، تنوي إسرائيل الدخول مجدداً إلى غزة، ومن المتوقع أن تُحتل جباليا للمرة الخامسة منذ اندلاع الحرب، بعد إراقة دماء أفضل أبنائنا هناك، مراراً وتكراراً. لقد حان الوقت لوقف هذه الحماقة، ففي جميع الأحوال، غزة غير صالحة للسكن، وتركُ السكان يعيشون فيها ليس أمراً أخلاقياً. هذه المرة، إذا دخلنا، فمن أجل التحرير.

 

 

المزيد ضمن العدد