فصول من كتاب دليل اسرائيل






عقد الكنيست الإسرائيلي، أمس (الأربعاء)، جلسة خاصة لمناقشة موضوع تفاقُم الجريمة والعنف في المجتمع العربي، بناءً على طلب خاص تقدّم به 40 عضو كنيست إلى رئاسة الكنيست.
وتكلم في الجلسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وتخلل خطابه صخب كبير ومقاطعات من أعضاء الكنيست، من أحزاب المعارضة، إذ تطرّق إلى تعثُّر المفاوضات، وعلاقته بعائلات المخطوفين، والادعاءات بشأن وجود دولة عميقة في إسرائيل.
وأكد نتنياهو خلال خطابه أن إسرائيل ستبقى ديمقراطية قوية، ولن يكون هناك حرب أهلية، مهاجماً المعارضة بقوله: "إننا نسمع تهديدات بسفك الدماء، لكنها تأتي من طرف واحد فقط، من معسكر المعارضة. العنف والتحريض والتهديدات كلها من جانبهم، وهم يتهموننا بالخيانة. من الصعب عليهم سماع الحقيقة، لذا، يلوحون بشعارات الديمقراطية، ويعيدون تدوير العبارات نفسها".
وأضاف نتنياهو: "إن الديمقراطية ليست في خطر، بل الدولة العميقة هي التي تواجه الخطر، وهناك مجموعة صغيرة من المسؤولين تسعى للحفاظ على سيطرتها على الدولة، بينما تدعمها المعارضة لأنها لا تعترف بإرادة الشعب. ووفقاً لهم، لا يحق للشعب أن يقرر، بل يجب أن يُترك الأمر للموظفين الحكوميين، بدلاً من الحكومة المنتخَبة".
وفيما يتعلق بصفقات التبادل، قال نتنياهو إن مسؤولاً أمنياً كبيراً جداً صرّح في بداية الحرب بأنه يجب التعايش مع فكرة أننا لن نتمكن من استعادة أيّ مخطوف، لكنه [نتنياهو] كان مؤمناً بعكس ذلك، وأصرّ على اتباع نهج آخر، وكان على يقين من أنه بفضل شجاعة جنود الجيش الإسرائيلي والضغط العسكري والدبلوماسي، ستتم استعادة المخطوفين.
أمّا بشأن الاتهامات بعدم لقائه عائلات المخطوفين، فقال نتنياهو: "زوجتي وأنا، نجتمع ونتحدث مع العائلات طوال الوقت، بما في ذلك هذا الصباح. هذه حوارات عاطفية، لا نقوم بها لمجرد الشكليات، بل نمضي ساعات مع كلّ عائلة، نستمع إليهم ونبكي معهم، لكن الأهم هو تحقيق النتائج".
وفيما يخص ميزانية الدولة لسنة 2025 التي تم إقرارها أول أمس (الثلاثاء)، دافع نتنياهو عن تمويل المدارس الدينية، قائلاً: "إخواننا اليهود الحريديم [المتشددون دينياً] لديهم أيضاً أطفال يستحقون الطعام والجلوس في الفصول الدراسية. المعلمات الحريديات لا يحصلن على نصف ما تحصل عليه المعلمات في أماكن أُخرى".
واعتبر نتنياهو إقرار الميزانية "إنجازاً مهماً لاستقرار الحكومة في ظل الحرب"، مضيفاً: "إذا كان هناك شيء واحد أراده أعداؤنا، سواء في إيران، أو في غزة، أو في أماكن أُخرى، فهو إسقاط هذه الميزانية، لأنهم كانوا يأملون بسقوط الحكومة، وبالتالي إسقاط قدرتنا على تحقيق النصر الذي نحن على وشك تحقيقه".
وفيما يتعلق بالجريمة في المجتمع العربي، ادّعى نتنياهو أن حكومته تعمل للقضاء عليها، لكنها تواجه عقبات، قائلاً: "لقد جلبنا مليارات الشواكل للبنية التحتية والتعليم، وهي أمور لم تفعلها الحكومات السابقة. حكومتي فعلت للمجتمع العربي أضعاف ما فعلته جميع الحكومات السابقة منذ سنة 1948، ولم نوجه هذه الأموال إلى الجمعيات، بل إلى المواطنين العرب مباشرةً، لأنني أؤمن، كديمقراطي، بأن لكل مواطن الحق في الأمن. أنشأنا وحدتين خاصتين لمحاربة ظاهرة الإتاوات في الشمال والجنوب، ولا يزال هناك كثير من العمل لأن هذا السرطان ينتشر فعلاً. لا يمكننا مقارنة وضعنا بالدول المجاورة التي ليس لديها قيود قانونية عند محاربة الجريمة. لكن في إطار القانون، يمكننا التغلب على هذه الظاهرة".
هذا وافتتح عضو الكنيست، من تحالُف حداش وتعل، أيمن عودة، الجلسة بإلقاء كلمة لفت فيها إلى ارتفاع نسبة جرائم القتل في المجتمع العربي بنسبة 230% خلال الأعوام الخمسة الماضية. وانتقد قرار الحكومة بشأن خفض ميزانية الخطة الخمسية، مشيراً إلى أن هذه الخطة وُضعت خصيصاً لإنقاذ الشباب من الانزلاق إلى دوامة الجريمة.
بدوره، اتهم رئيس قائمة راعم عضو الكنيست منصور عباس وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بالفشل في لجم الجريمة، داعياً رئيس الحكومة إلى استبداله بوزير آخر.