تقرير: التحقيق في الحوادث التي وقعت خلال تشييع أبو عاقلة أظهر عيوباً لكن لن يحال أي شرطي على المحاكمة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أظهرت نتائج تحقيق قامت به الشرطة في سلوك عناصرها خلال تشييع الصحافية شيرين أبو عاقلة وجود عيوب في الإشراف على الجنازة، وفق ما قالت عدة مصادر لـ"هآرتس". ومع ذلك تقول هذه المصادر إنه لن يحاكَم أي شخص، أو يحال على التأديب، بحسب قرار اتُخذ مسبقاً. كما أظهر التحقيق أن استخدام الشرطة للقوة مع حاملي النعش كان ضرورياً، لكن كان يجب الامتناع من استخدام الهراوات.

وفي الأمس قدمت شعبة العمليات في الشرطة، التي قامت بالتحقيق في سلوك القوى الأمنية خلال التشييع، نتائج التحقيق إلى المفوض العام للشرطة كوبي شبتاي الذي رفض نشره أمام الجمهور، كما جرى تبليغ وزير الأمن الداخلي بالنتائج.

وجرى تشييع أبو عاقلة الشهر الماضي في القدس، وخلال التشييع حاولت الشرطة إنزال ومصادرة أعلام فلسطينية رفعها المشيعون بالقرب من الكنيسة في بوابة يافا. وتظهر الوثائق عشرات عناصر الشرطة يركضون نحو المشيعين ويقومون بتفريقهم مستخدمين الهراوات، الأمر الذي كاد يؤدي إلى سقوط النعش. وقد انتشر الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، وأثار موجة تنديدات كبيرة.

وقالت مصادر مطلعة على تحقيق الشرطة لـ"هآرتس" إن التحقيق كشف أن الضابط المسؤول خلال عملية نقل جثمان أبو عاقلة من المستشفى كان برتبة ملازم، وكانت حساسية الجنازة تتطلب اتخاذ قرارات من جانب قائد برتبة أعلى. وخلال التشييع كان قائد منطقة القدس دورون ترجمان في ألمانيا، وحل مكانه في غيابه نائبه داني ليفي.

ووفقاً للمصادر، أظهر التحقيق أن حاملي النعش المعروفين من الشرطة قرروا السير به على الأقدام وعدم وضعه في سيارة، بعكس ما جرى الاتفاق عليه مع الشرطة، ومن دون موافقتها. وقال ضابط رفيع المستوى في الشرطة: "من الواضح أن الصور قاسية، وكان من الممكن التصرف بطريقة مختلفة، لكن عموماً تصرف عناصر الشرطة بصورة جيدة في حادث معقد وعنيف".

وبعد يوم على التشييع أمر المفوض العام للشرطة شبتاي بالتحقيق في سلوك الشرطة. وبعد الاستماع إلى الشهادات قال وزير الأمن الداخلي بار ليف: " لقد عملت شرطة إسرائيل من أجل حسن سير جنازة أبو عاقلة، وبالتنسيق مع عائلتها، وانطلاقاً من الفهم الواضح لحساسية الحدث وتعقيده. مع الأسف خلال الجنازة حدثت تطورات من جانب المشيعين أدت إلى حوادث عنف قاسية وإلى تدهور الوضع في المناطق". وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال إن سلوك الشرطة خلال مراسم التشييع يفرض تحقيقاً. ووصفت الناطقة بلسان البيت الأبيض صور التشييع بأنها "مقلقة للغاية". 

 

 

المزيد ضمن العدد 3812