الإيرانيون يبحثون عن انتقام، وبحسب تجربة الماضي، يمكن أن يكون مؤلماً
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • الحرس الثوري الإيراني المتعطش للانتقام، يمكنه أن يرفع هذا الأسبوع شارة نصر صغيرة: فقد نجح في إقناع آلاف الإسرائيليين، الذين خططوا لقضاء عطلتهم في المنتجعات التركية الجذابة، بإلغاء حجوزاتهم.
  • جاء التحذير من السفر إلى تركيا، الصادر هذا الأسبوع عن شعبة محاربة "الإرهاب" في مجلس الأمن القومي، في أعقاب معلومات كثيرة تجمعت لدى المؤسسة الأمنية، مؤخراً، بشأن نيات مهمة وملموسة للحرس الثوري، القيام بهجمات ضد سيّاح إسرائيليين، انتقاماً لاغتيال نائب قائد الفرقة 840 في الحرس الثوري، التي مهمتها تنفيذ هجمات في الخارج.
  • ليس سراً أن إيران تعمل منذ وقت من أجل القيام بهجمات انتقامية ضد إسرائيل ومواطنيها، رداً على القائمة الطويلة من الهجمات والاغتيالات التي نفّذتها إسرائيل على أراضيها، بحسب زعمهم. جزء كبير من هذه المحاولات الإيرانية، التي أُحبطت في مهدها ولم تتحقق، لم نسمع عنه، لكن هذا يجب ألاّ يجعلنا نقلل من قدرات الإيرانيين، أو نستخف بها.
  • يكفي أن نتذكر أن إسرائيل اغتالت زعيم حزب الله عباس الموسوي في لبنان، في 16 شباط/فبراير 1992، وبعد مرور شهر على ذلك، في 17 آذار/مارس، نفّذت إيران إحدى أكبر عملياتها "الإرهابية" ضد إسرائيل، عندما قام انتحاري شيعي بتفجير سيارته على مدخل السفارة الإسرائيلية في بوينيس أيريس عاصمة الأرجنتين، وهو ما أدى إلى مقتل 29 شخصاً وجرح أكثر من 220 آخرين. بعد مرور عامين، نفّذ الإيرانيون هجوماً مماثلاً ضد مبنى الجالية اليهودية في الأرجنتين، الأمر الذي أدى إلى مقتل 86 شخصاً وجرح العشرات.
  • هذا التعطش الإيراني إلى الانتقام، سمعناه في الأسبوع الماضي من قائد الحرس الثوري حسين سلامي الذي قال في جنازة خدائي: "الكيان الصهيوني هو وراء الاغتيال، ونقسم أننا سننتقم لموته".
  • إلى جانب هذا كله، من المهم التشديد على أن إيران تعرف جيداً قدرات إسرائيل على العمل ضدها في داخل أراضيها، بعد الضربات التي تلقتها من إسرائيل في الأعوام الأخيرة، بحسب التقارير. لذلك، هي تلتزم الحذر، وامتنعت من القيام بعمليات انتقامية علنية، أو عمليات تحمل بصماتها. لذا، يتعين على إسرائيل توجيه أعينها ومجسّاتها نحو أماكن غير متوقعة، كي لا تكرر الأخطاء التي ارتكبتها، كما جرى في التسعينيات في الأرجنتين.
  • بالإضافة إلى ذلك، من المعقول جداً الافتراض أن إيران تفضل أن تستخدم مرتزقة في عملية الانتقام، كما استخدمت المجرم الإيراني منصور رسولي الذي اعتُقل، مؤخراً، واعترف خلال التحقيق معه بأنه خطط للقيام باعتداء على دبلوماسي إسرائيلي في تركيا، بطلب وتوجيه من الحرس الثوري.
  • يعمل الإيرانيون منذ وقت على تجنيد مرتزقة من المواطنين العرب في إسرائيل، من أجل التجسس والقيام بعمليات انتقامية ضد الدولة. حتى الآن، لم ينجحوا في ذلك، لكن ليس من المستبعد في الأجواء السائدة حالياً، كما رأينا في عملية حارس الأسوار في القطاع العربي، أن تنجح طهران في تجنيد شبان وسط العرب في إسرائيل من أجل هذه المهمة.
  • لدى الإيرانيين أيضاً قدرات ممتازة على استخدام مسيّرات فتاكة بعيدة المدى، قادرة على ضرب أهداف استراتيجية، وأثبتوا ذلك في الهجمات في اليمن والسعودية. والواضح أنه كلما ازدادت الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل ضد إيران، كلما دفعتها الرغبة في الانتقام والدفاع عن كرامتها نحو عمليات جريئة وفتاكة.
  • بالنسبة إلى الإيرانيين، حزب الله هو أحد الخيارات الجيدة، فهو مزود بآلاف الصواريخ الموجهة نحو أهداف استراتيجية في إسرائيل. كل هذا من دون أن نذكر هنا، ولو بكلمة واحدة، الموضوع الأكثر أهمية في الصراع العلني والسرّي الدائر بين إسرائيل وإيران، أي البرنامج النووي، الذي يخلق واقعاً غير معروف وشديد التوترات في الشرق الأوسط.