تقرير: لبيد: يتوجب على إسرائيل السعي لتطبيع علاقاتها مع السعودية، ففي الأمر مصلحة استراتيجية لها
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قال وزير الخارجية الإسرائيلي ورئيس الحكومة البديل يائير لبيد إنه يتوجب على إسرائيل السعي لتطبيع علاقاتها مع السعودية، باعتبار أن في ذلك مصلحة استراتيجية لها.

وأضاف لبيد في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي ["غالي تساهل"] الليلة قبل الماضية، أن هذا لن يحدث فجأة، ولن تتم قراءة ذلك بين عشية وضحاها في عناوين الصحف، وإنما سيكون الأمر وليد سيرورة منتظمة وطويلة، ومن الممكن أيضاً ألاّ يتم إلاّ بعد أن يتعاقب بعده ثلاثة وزراء خارجية.

وتطرّق لبيد أيضاً إلى مواضيع أُخرى، وفيما يتعلق بالشأن الإيراني قال: "إن المشكلة مع إيران أنها الإرهابي الأول في العالم، لأن حزب الله والجهاد الإسلامي يتحركان بإمرتها، وهي تهدد الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم، وعلى الإيرانيين أن يدركوا أن لذلك ثمناً، فإسرائيل لن تقف مكتوفة اليدين أمام تهديدات إيران". وأضاف: "من الصعب التمهل أكثر بخصوص الاتفاق النووي، لقد تخلل ذلك كرّ وفرّ، وسياستنا تتمثل في ألا نكون في مواجهة مباشرة مع الأميركيين بهذا الصدد، ويمكننا التعامل مع الموضوع من دون جهر. نجري معهم حواراً طويلاً ومنظماً، ولا نتصل بهم بهدف الحصول على علامات في أوساط الرأي العام، وفي الوقت الحالي، الاتصالات بشأن الاتفاق النووي مجمدة".

وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم" كشفت النقاب منذ عدة أيام عن أن مجموعة من المسؤولين الإسرائيليين زاروا السعودية خلال الأعوام العشرة الأخيرة، من بينهم وزير الدفاع الحالي بني غانتس، حين شغل منصب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، ورئيسا جهاز الموساد السابقان تامير باردو ويوسي كوهين، ورئيس مجلس الأمن القومي السابق مئير بن شبات. وأضافت الصحيفة أن زيارات المسؤولين الإسرائيليين إلى السعودية جرت حتى الآن بشكل سري، باستثناء زيارة علنية واحدة قام بها رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، رافقه خلالها رئيس الموساد يوسي كوهين. 

كما أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية وأجنبية أن إسرائيل تُجري في الفترة الأخيرة إعادة نظر بخصوص الموافقة على تغيير اتفاق الخطوط العريضة المرتبط بقوة المراقبة الدولية في جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر، بناءً على طلب سعودي. ونسبت التقارير هذه المعلومات إلى مصادر وصفتها بأنها مطلعة على اتصالات تجري خلال الأسابيع الأخيرة بين إسرائيل والسعودية، برعاية الولايات المتحدة.  وأكدت المصادر نفسها أنه في حال توصُّل الطرفين إلى تفاهمات بهذا الشأن، سيكون ذلك أول اتفاق علني بين البلدين، ويأمل المسؤولون في إسرائيل بأن يؤدي ذلك إلى مزيد من الخطوات التي تدفع قدماً بسيرورة التطبيع الكامل.

وجاء هذا التفاعل الأخير بين الدولتين اللتين لا تربطهما علاقات رسمية، في الوقت الذي دفعت الولايات المتحدة للتعاون بين حلفائها في منطقة الشرق الأوسط، وقبل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة، والتي تشمل كلاً من إسرائيل والسعودية. وامتنعت هذه الأخيرة من توقيع "اتفاقيات أبراهام" التي توسطت فيها واشنطن سنة 2020 كما كانت تأمل الولايات المتحدة وإسرائيل، لكن يُعتقد أن الرياض أعطت الضوء الأخضر للبحرين، حيث تتمتع الرياض بنفوذ، للانضمام إلى اتفاقية التطبيع مع إسرائيل. وفي آذار/مارس الفائت، قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إن إسرائيل يمكن أن تكون حليفاً محتملاً للرياض.