أخطاء بني غانتس
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

  • هذا الأسبوع، حذّر وزير الدفاع بني غانتس أعضاء كتلته من "دولة يهودية بين غديرا (بلدة فلسطينية تقع في وسط إسرائيل) والخضيرة (بلدة فلسطينية تقع بالقرب من حيفا)". وبحسب كلامه، هو يتخوف من قيام أغلبية غير يهودية في النقب والخليل. وقرأ غانتس رسالة على الواتسآب انتشرت بصورة كبيرة، يتباهى فيها أحد الأشخاص بالسيطرة على أراضٍ واسعة في الدولة وإزاحة اليهود. والخلاصة التي توصل إليها غانتس، هي ضرورة توطيد سيطرة الدولة ومساعدة القطاع العربي.
  • الحلول التي يقدمها إيجابية، لكن من الصعب فهم العلاقة بينها وبين تحذيره. أما بالنسبة إلى التحذير بحد ذاته، فهو أيضاً غير مفهوم. حتى لو كان صحيحاً أن الملك عبد الله الأول كان يريد النقب، وحتى لو كان صحيحاً أن هذا الاقتراح كان للكونت برنادوت، لكن في أواخر الأربعينيات ومطلع الخمسينيات لم يكن هذا يشكل تهديداً واقعياً، وكذلك اليوم أيضاً. ليس هناك مَن يستطيع أخذ النقب والجليل من إسرائيل. المشكلة الحقيقية هناك تكمن في خطر سيطرة أقلية يهودية على أغلبية فلسطينية بصورة مباشرة أو غير مباشرة. هذا الوضع سيتعارض مع الرؤيا الصهيونية والقيم الديمقراطية الأساسية التي تتباهى بها إسرائيل.
  • يحذّر غانتس من اضطرار إسرائيل إلى العودة إلى حدود قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة في سنة 1947. لكن الشخص الذي يتخوف من ذلك، يجب عليه بذل كل ما في وسعه للتوصل إلى حدود متفَّق عليها على أساس حدود 1967، مع تعديلات متبادلة، قبل أن نتحول إلى أقلية في غربي نهر الأردن.
  • شخصياً، أعتقد أن أفضل وسيلة هي ترسيم الحدود ضمن إطار كونفدرالية بين الدولتين، يمكن من خلالها الحؤول دون الحاجة إلى إخلاء منازل إسرائيليين سيجدون أنفسهم شرقي الحدود، لكنني أثني على كل ما يؤدي إلى ترسيم الحدود بيننا.
  • دولة ذات سيادة تمنح مواطنيها المساواة، لا يحق لها استخدام مصطلحات ميزت النشاط الصهيوني الملائم للفترة التي سبقت قيام الدولة والعقود الأولى لإسرائيل، والتي تتعلق بـ "تهويد الجليل"، أو تهويد مناطق أُخرى في البلد. فقد اتضح لاحقاً أن ما يحدث هو مزيج من التمييز، ومن اللاجدوى.
  • الزعيم الصهيوني الذي يريد أن يضمن أغلبية يهودية في إسرائيل، إلى جانب المساواة الكاملة للأقلية العربية الكبيرة الموجودة بيننا، لا يستطيع أن يفعل ذلك بمساعدة حلول يقترحها وزير دفاع. يجب التمييز بين مشكلة سيطرة الدولة التي من الضروري معالجتهاـ ومن الأفضل في أقرب وقت، وبين المسألة الديموغرافية التي لا يمكن حلّها من خلال نقل مواطنين من هنا إلى هناك، حفاظاً على السيادة الإسرائيلية.
  • كان يتعين على غانتس أن يكون وزيراً للخارجية في حكومته كي يحذّر من مغبة السياسة الطفولية والخطرة التي تقضي بالامتناع من الاجتماع بزعامات فلسطينية، والامتناع من القيام بأي محاولة للتوصل معها إلى اتفاق. دعوته الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى منزله في روش هاعين كان موقفاً مهماً، لكنه رمزي فقط. وبدلاً من الصراع مع رئيس الحكومة على مكانته والتشكّي أمامه من أنه لا يذكره كما يجب في خطاباته، من الأفضل لغانتس أن يحاول إقناع بينت بوقف السياسة التي ترتد عليه سلباً، والتي تتهرب من حل سياسي، ومن الاجتماع بزعيم فلسطيني ملتزم بالسلام.
 

المزيد ضمن العدد 3793