"الواشنطن بوست": إسرائيل شنّت خلال العامين الأخيرين هجومين ضد منشآت سلاح كيميائي في سورية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

ذكر تقرير نشرته صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية مساء الإثنين، نقلاً عن مصادر استخباراتية وأمنية غربية، أن طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي شنّت هجمات على سورية في 5 آذار/مارس 2020، وفي 8 حزيران/ يونيو 2021، كان هدفها منع الأخيرة من محاولة إعادة إنتاج غاز الأعصاب. وبالاستناد إلى هذه المصادر، فإن الهجمات في آذار/مارس 2020 وفي حزيران/ يونيو 2021 جاءت بعد الحصول على معلومات استخباراتية تشير إلى محاولة سورية إعادة بناء قدراتها في مجال السلاح الكيميائي. وقبل نحو عامين، استورد الجيش السوري مواد كيميائية مطلوبة لإنتاج غاز السارين، ولاحقاً، كُشف عن بناء عدد من المنشآت المتعلقة بمنظومة السلاح الكيميائي.

منذ نشوب الحرب الأهلية في سورية، استخدم الرئيس الأسد السلاح الكيميائي عدة مرات. وفي سنة 2013، اعتبر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما استخدام هذا السلاح ضد المدنيين "خطاً أحمر" وهدد بمهاجمة سورية. بعدها اتفقت الولايات المتحدة مع روسيا على أن تسلّم سورية السلاح الكيميائي الذي في حوزتها. وانتهت المهمة في سنة 2014، لكن في الغرب كان هناك اعتقاد بأن الأسد احتفظ بجزء من هذا السلاح، وبالقدرة على إنتاجه؛ ثم تحدثت تقارير عن استخدام سلاح كيميائي ضد المدنيين في سورية. حالياً، تدرس إدارة بايدن مجدداً سياستها إزاء سورية، ومن المتوقع أن تتخذ خطوات ضد الأسد بسبب خرق تعهداته بنزع سلاحه الكيميائي.

تعليقاً على هذا التقرير، كتب المحلل العسكري في "هآرتس" عاموس هرئيل (14/12/2021) أن الهجمات التي نسبتها "الواشنطن بوست" إلى إسرائيل لم تحدث لمنع استخدام غاز الأعصاب ضد المعارضة في سورية، بل رغبة منها في الإبقاء على موازين القوى لمصلحتها، وهي تهدف أيضاً إلى المحافظة على الستاتيكو. ويضيف "هناك استنتاجان لعودة الأسد إلى إنتاج سلاح كيميائي؛ الأول، عندما تحين الفرصة يعود الأسد إلى سيرته الأولى، ولن تنفع كل التحذيرات الدولية؛ الثاني، أن نظام الأسد في خضم عملية واسعة النطاق لترسيخ سيطرته على شتى أنحاء الدولة. وفي رأي جهات استخباراتية إسرائيلية، يركز الأسد سيطرته على المدن الكبرى، وعلى الربط بينها وبين تجمعات الطائفة العلوية في شمال سورية وغربها. بينما تكاد سيطرته لا تظهر في سائر المناطق، التي لا تزال خاضعة لسيطرة تنظيمات المتمردين المحليين (في الشرق)، والأكراد (في الشمال الشرقي)، وتركيا (التي ضمت إليها عملياً المناطق الواقعة شمال سورية).