إيران لا تحسب لبايدن حساباً
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • يوم الأربعاء الماضي هاجم الحرس الثوري الإيراني، بواسطة وكلائه من الميليشيات الشيعية التي تنشط في العراق، قاعدة للجيش الأميركي في التنف الواقعة على المثلث الحدودي بين العراق وسورية والأردن. القاعدة التي يخدم فيها مئات الجنود الأميركيين، وإلى جانبهم عناصر استخباراتية من بريطانيا وفرنسا أقيمت من أجل محاربة داعش، لكنها الآن تتابع جهود إيران للتمركز في المنطقة.
  • تعرضت القاعدة لأضرار جسيمة، لكن لم يجر الحديث عن إصابات. ربما كان هذا ما قصدته إيران منذ البداية – أن تضرب بلطف وترسل رسالة تحذير. تماماً كما تتصرف إسرائيل حيال الإيرانيين في سورية، عندما تهاجم عتاداً وأبنية تعود لهم، لكنها تحاذر المس بالإيرانيين أنفسهم.
  • التنف هي في الواقع قاعدة صغيرة، لكنها مثل شوكة في حنجرة طهران. فهي تقع في النقطة التي تربط بين طهران وبيروت، مروراً ببغداد ودمشق. وتشكل جزءاً من الممر البري الذي كان الغرض منه السماح لطهران بنقل سلاح وصواريخ وحتى مقاتلين عن طريق غير طريق الجو أو البحر، إلى حزب الله وسائر القوات الموالية لها في سورية. يحاول الأميركيون منع هذا كله، لكن من دون إصرار، ومن دون أن يحققوا نجاحاً لافتاً. وتحاول إسرائيل منع هذا كله من خلال الهجمات المتكررة على مخازن سلاح وقواعد الميليشيات الشيعية التي تعمل برعاية إيران في المنطقة.
  • في أيام أُخرى، هجوم على قاعدة أميركية من طرف إيران أو أحد وكلائها كان ليثير ضجة كبيرة. مثل هذه الأفعال، كالهجوم على السفارة الأميركية في بغداد، أدى إلى اغتيال قاسم سليماني على يد الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير 2020، أيام ولاية ترامب الذي سعى للجم إيران وإخراجها من المنطقة وعدم التصالح معها. لقد اعتقد ترامب أن التساهل أو غض النظر عن أفعال إيران لا يؤديان إلى تهدئتها، بل بالعكس سيشجع فقط الإيرانيين.
  • لكن يوجد في البيت الأبيض اليوم رئيس آخر أقل ما يقال عنه إن الشرق الأوسط لم يعد في رأس اهتماماته. لدى إدارة بايدن الوقت للتشاجر مع إسرائيل على فتح القنصلية في القدس، لكن ليس لديها القوة والرغبة في الدخول في مواجهة مع إيران.
  • هذه الرسالة فهمتها إيران، لذا بادرت وتجرأت على مهاجمة الأميركيين في سورية والعراق. استخدام المسيّرات في الهجوم يدل على قدرة موجودة فقط لدى إيران والميليشيات الشيعية التي تشغلها في العراق وسورية.
  • هذا الهجوم هو بمثابة تجربة، ومن الواضح أن عدم وجود أي رد من جانب واشنطن سيشجع الإيرانيين على رفع درجة تصعيد الهجمات. ربما في النهاية سييأس الأميركيون، كما جرى لهم في أفغانستان، وسيُخلون قاعدة التنف، وسيأتي بعدها دور قواعد أُخرى لهم في سورية، وفي العراق أيضاً.
  • يحمل الهجوم رسالة واضحة إلى إسرائيل. وفي ضوء عدم القدرة على الوصول إلى إسرائيل بحد ذاتها، اختار الإيرانيون المس بالولايات المتحدة، التي يعتبرونها ضعيفة وعرضة للأذى، وبالتالي لن ترد. هم يأملون بأن تمارس واشنطن ضغطاً على إسرائيل للجم عملياتها في سورية، تماماً مثلما تحاول إسرائيل المس ببشار الأسد للضغط على الإيرانيين.
  • في الأسبوع الماضي سُجّل تصعيد خطر يبشر بخريف متوتر، وربما حار، في منطقتنا. الإيرانيون لا يزالون هنا وهم مصرّون على مواصلة طريقهم، ويمكن الافتراض أنه بعد واشنطن سيصل دور إسرائيل أيضاً.