الآن، يجب العمل من أجل التغيير
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- أمس أدت الحكومة الـ37 لدولة إسرائيل، حكومة بينت - لبيد اليمين. بعد 12 عاماً تولى خلالها بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة، أمس انتقلت صلاحياته إلى رئيس الحكومة الجديد نفتالي بينت. الحكومة الجديدة تشق طريقها بتركيبة تشارك فيها أحزاب من اليمين واليسار، ولأول مرة في تاريخ الدولة تضم الحكومة حزباً عربياً كشريك كامل في الائتلاف. قبل كل شيء يجب أن نهنىء حكومة التغيير ونتمنى لها النجاح.
- خطاب بينت التصالحي والرسمي الذي تحدث عن الأمل الكامن في الوحدة بين أفرقاء سياسيين مختلفين قاطعه أعضاء كنيست بفظاظة، ومن دون احترام أهانوا بسلوكهم هذا الكنيست ورئيس الدولة وأحزابهم وعائلاتهم وناخبيهم، وفي الأساس أنفسهم. هم لم يتوقفوا عن الشتائم حتى عندما اعترف بينت بأنها "لحظة سياسية حساسة"، ولم يستجيبوا لدعوات الطرفين إلى "ضبط النفس". لقد قال بينت إن هناك خلافات كثيرة في الآراء بين أفراد الحكومة التي ألّفها مع رئيس حزب يوجد مستقبل يائير لبيد، ومع شركائه من اليمين واليسار، ومن اليهود والعرب، وتعهد بالدفع قدماً بما يتفقون عليه. وقال "ضعوا ما يفرقنا جانباً الآن".
- وإدراكاً منه للشرخ بين الشعب والفجوات داخل الائتلاف، وضع بينت للحكومة أهدافاً واقعية: "الحكومة الجديدة ستسعى لحلول عملية لمشكلات الدولة. يبدو أنه مر وقت طويل من دون أن يحظى مواطنو إسرائيل بحكومة، ببساطة تعمل وجاءت لتعمل". ربما هذا هو المطلوب الآن: حكومة تعمل من أجل الجمهور.
- لهذا الغرض يجب تعزيز المرافق العامة واستعادة قوتها وصلاحياتها الأُخرى. الطريق المؤدية إلى ذلك تمر بتعيينات موضوعية في المناصب المتعددة بما يتلاءم مع مؤهلات المرشحين واختصاصاتهم ومدى ملاءمتهم للمنصب. لن تجري بعد اليوم تعيينات بحسب الولاءات الشخصية والمواقف السياسية "الصحيحة".
- لكن الموقف العام حيال مؤسسات الدولة يجب أن يتغير. في الأعوام الأخيرة تعودت إسرائيل على العيش في مستنقعات من الكراهية والتحريض المستمرين، يقودها متهم جنائي فقد كل سيطرة واعتاد مهاجمة أجهزة الدولة والتهجم على المنظومة القضائية والشرطة، والتحريض ضد المستشار القانوني للحكومة وضد الإعلام، وتحريض الأسباط الإسرائيلية ضد بعضها البعض. يتعين على بينت ولبيد معالجة الخطاب العام وإعادة ثقة الناس بالحكومة وأجهزة الدولة.
- سياسة التحريض لن تنتهي مع "نهاية عهد نتنياهو"، كما أدرك بينت عندما قرر الانضمام إلى حكومة تغيير، وكما ثبت في الأمس في الجلسة العامة للكنيست. التحريض غير شرعي وخطِر. ومن المهم الوقوف ضده بصورة علنية والتصدي له بالوسائل الملائمة.
الكلمات المفتاحية