من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
كشف تحقيق صحافي أجرته صحيفة "هآرتس" أن قادة من لواء "غولاني" ادّعوا أنهم أجروا تحقيقاً لتقصّي وقائع اعتداءات ارتكبها جنود إسرائيليون ضد فلسطينيين على غرار ممارسات "تدفيع الثمن"، لكن تبين فيما بعد أن هذا الادعاء لم يكن سوى للتغطية على هذه الممارسات.
ويتعلق هذا التحقيق بحملة اعتقالات قام بها جنود من لواء "غولاني" في قرية فلسطينية بالقرب من نابلس ليلة 15-16شباط/فبراير 2018. وبعد انتهاء الاعتقالات قام الجنود بالاعتداء على سيارات في القرية وإلحاق أضرار بها، ثم قاموا بثقب إطارات سيارات، بالإضافة إلى تهديد مواطنين فلسطينيين وُجدوا في المكان، وتم توثيق كل ذلك بمقطع فيديو نُشر في وسائل إعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي لاحقاً. وبعد أن علم قائد الوحدة العسكرية بنشر مقطع الفيديو سعى مع جنوده لتنسيق إفاداتهم وتزوير وثيقة، وقرر تجاهل اعتداء جنوده بحجة أنه جاء انتقاماً لمصرع ثلاثة من جنوده قبل الاعتداء على سيارات الفلسطينيين بيومين جرّاء اصطدام سيارتهم بشاحنة يقودها سائق فلسطيني من القدس في شارع رقم 6.
كما تبين أن ضباطاً في لواء "غولاني" تجاهلوا الاعتداء على سيارات الفلسطينيين واعتبروا أنه بمثابة "تدفيع ثمن" على غرار الاعتداءات الإرهابية التي تنفذها جماعة "شبيبة التلال" الاستيطانية ضد الفلسطينيين وأملاكهم.
وأظهر التحقيق أنه في البداية لم يتم تبليغ قادة اللواء باعتداءات الجنود، لكن في اليوم التالي وصل جندي من الإدارة المدنية إلى القاعدة العسكرية التي كان فيها الجنود المعتدون وبلّغ قائدها أن بحوزته شريط فيديو صوره فلسطينيون ويظهر فيه الجنود في أثناء اعتدائهم على السيارات يُظهر بوضوح قيامهم بثقب إطارات السيارات وأنه تم نشره في الإعلام وأن الجيش سيحقق في هذا الاعتداء. وعندها أمر قائد القاعدة العسكرية بالتحقيق في الاعتداء واعترف قائد الفرقة بارتكابه وادعى أن الجنود شعروا أنهم بحاجة إلى الانتقام من العرب لأن الشاحنة التي صدمت سيارة الجنود كان يقودها عربي من القدس الشرقية، وأنهم فعلوا ذلك من أجل إفراغ غضبهم على مقتل زملائهم.
وبعد انتهاء التحقيق، قرر قائد القاعدة العسكرية عدم نقل القضية إلى النيابة العسكرية وعدم اتخاذ أي إجراءات ضد قائد الفرقة. ولدى سؤال هذا القائد عن مصير التحقيق العسكري أكد أن هذه القصة يجب أن تبقى داخل اللواء ولا توجد أي نية لمعاقبة أي جندي.
وتعقيباً على التحقيق، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن ما حدث خطر لكنه غير مألوف. وأضاف أنه بعد الحادث تم إجراء تحقيق فيه من جانب قائد القاعدة العسكرية وتقرر تعليق عمل جندي وتوبيخ قائد الفرقة لأنه لم يوقف الجندي عن فعلته. كما جرى التشديد على خطورة الحدث والتوضيح أن أفعالاً كهذه سيتم التعامل معها بشدة في المستقبل.