إذا كان ترامب من مؤيدي الضم من يحتاج إلى حزب يمينا؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • في انتخابات نيسان/أبريل 2019، جمعت الأحزاب الأساسية الموجودة إلى يمين الليكود - اتحاد الأحزاب، اليمين الجديد وفيغلين - 9.66% من الأصوات. في انتخابات أيلول/سبتمبر، نالت يمينا برئاسة أييلت شاكيد مع حزب قوة يهودية 7.75 % من الأصوات. في انتخابات آذار/مارس هذا العام، حصل يمينا وإيتمار بن غفير على 5.66% من الأصوات. خلال أقل من عام، خسرت الأحزاب التي تمثل اليمين الديني نحو 40 % من قوتها وسط الجمهور.
  • للانهيار الهائل للحركات التي تدّعي أنها تمثل الجمهور الديني - القومي والمستوطنين أسباب شخصية، تنظيمية وأُخرى متنوعة، لكن على رأسها هناك حقيقة بسيطة: لا حاجة إليها. باستثناء الحرص على مؤسسات التعليم للصهيونية الدينية، أصبحت غير ضرورية. الاتفاق الائتلافي بين بنيامين نتنياهو وبني غانتس أظهر مكانتها كفائض لا حاجة إليه.
  • ليس فقط أن وجهة نظر المستوطنين ومؤيديهم لا يتبناها اليمين كله، وليس فقط أن مصالحهم يمثلها جيداً بنيامين نتنياهو والليكود، بل هناك في خدمة اليمين حركة قومية إكليركية ذات قوة وتأثير أكبر بما لا يُقاس: المسيحيون الإنجيليون، ومجموعة ضغطهم هي مصدر قوة وصخرة بقاء الرئيس الأميركي، وفي مقابلهم، تبدو شاكيد وبينت ورافي بيريتس مثيرين للشفقة.
  • من الصعب المبالغة في مدى اعتماد دونالد ترامب على المؤمنين المسيانيين. هم أساس قاعدته. نحو ربع الناخبين في الولايات المتحدة يعتبرون أنفسهم إنجيليين. وهم منحوا ترامب تفوقاً حاسماً بتصويت 76% له في مقابل 19% صوتوا مع هيلاري كلينتون. في استطلاع للرأي أجراه معهد بيو في شباط/فبراير، قبل تفشي وباء الكورونا، نحو 81% من الإنجيليين قالوا إن ترامب يناضل من أجلهم، و75% عبّروا عن رضاهم عن أدائه. 69% وصفوه بالرجل المستقيم. وأغلبيتهم الساحقة ستصوت له.
  • معالجة ترامب الفاشلة والفضائحية لوباء الكورونا تجعل من اعتماده على الإنجيليين اعتماداً مطلقاً. من دون تعبئة كاملة وحماسية حتى من المؤمن الأخير، ليس لدى ترامب فرصة للفوز في الولايات الأساسية التي عبّدت الطريق لفوزه في سنة 2016، بل يمكن أن يُهزم أيضاً في الولايات الجنوبية المهمة "المضمونة" للجمهوريين، وبينها جورجيا وكارولينا الشمالية وحتى تكساس - ولايات يشكل الإنجيليون نحو ثلث الناخبين فيها.
  • لذلك، فإن مجرد التفكير، أو الأمل، بأن ترامب سيتحول فجأة إلى سياسي مسؤول، وسيوقف جري بنيامين نتنياهو وحكومته الجديدة إلى ضم غور الأردن ومستوطنات يهودية في الضفة الغربية، هو تفكير لا يمت إلى الواقع بصلة. مع اقتصاد منهار، وتفشٍّ للوباء، وعشرات الآلاف من حالات الوفاة بفيروس الكورونا؛ وفي الوقت الذي يشعر بأنه محشور في الزاوية - ترامب لن يجرؤ على تخييب أمل الإنجيليين. هم طالبوا بالضم، وهم سيحصلون عليه.
  • لن تردع ترامب الاضطرابات في المناطق [المحتلة]، وتوترات مع الأردن، واحتجاجات دول عربية، ومعاقبة إسرائيل من جانب الاتحاد الأوروبي: كل هذا مثل مستقبل عملية السلام والديمقراطية الإسرائيلية لا يهمه أيضاً في الأيام العادية. ما يهم ترامب هو ترامب فقط، وبالتأكيد عندما يكون مصيره وإرثه مطروحين على المحك.
  • حتى لو ارتدعت إسرائيل في اللحظة الأخيرة عن الكارثة التي قد تجرها على نفسها، فإنها أصبحت داخل المعمعة ولا سبيل للتراجع. إذا ترددت في الضم، ترامب سيفرضه عليها. بدلاً من استخدام المكابح، سوف يضغط على دواسة البنزين، وطبعاً نتنياهو الذين يدين له بكل شيء لن يجرؤ على أن يقول له لا. مع "أصدقاء" من هذا النوع، من يحتاج إلى يمينا؟