قادة الألوية كشفوا الحقيقة: هذا هو الخوف الذي يعرضنا للخطر
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف
  • انتقادات اللواء يئير غولان ولواء آخر في الخدمة التي كشفتها أمس صحيفة "Ynet" مثيرة للقلق. ومن المؤسف أن الردود عليها كانت سياسية وغير موضوعية، لأن المقصود ثلاثة موضوعات مصيرية ليس فقط بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي بل إلى أمن الدولة ومواطنيها.
  • يزعم اللواء يئير غولان، الذي كان نائباً لرئيس الأركان، أن المستوى السياسي وهيئة الأركان العامة يخافان من استخدام القوة البرية للجيش، حتى عندما يكون ذلك مطلوباً ومبرراً. ويدّعي غولان أن السبب، وهو محق في ذلك، هو حساسية الجمهور المفرطة في إسرائيل حيال الخسائر والخطف التي تؤثر في المجلس الوزاري الأمني. ثمة سبب آخر بحسب غولان، هو إغراء استخدام القدرات الاستثنائية لسلاح الجو الإسرائيلي التي لا تنطوي على خسائر، لكنها أيضاَ غير قادرة على حل مشكلة صواريخ أرض- أرض.
  • من أجل إسكات إطلاق الصواريخ، سواء من غزة أو لبنان أو سورية، يجب على الجيش أن يقوم بمناورة سريعة في عمق أراضي العدو ومنظومته الصاروخية، ووجوده على الأرض وعملياته لتدمير مواقع إطلاق الصواريخ والقذائف ومخازنها، وهو ما سيمنع تكبُّد الجبهة الداخلية أضراراً كبيرة. لقد أثبتت هذه الحقيقة نفسها مرة تلو الأُخرى، بدءاً من حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006] وفي جميع جولات القتال التي خاضها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
  • يعرف اللواء غولان ذلك من خبرته، ليس فقط في مجال الصواريخ بل أيضاً في مجال الإرهاب. لا مجال لتحقيق الحسم إلاّ بواسطة عملية هجومية برية واسعة النطاق (مناورة). كان غولان قائداً للواء الناحل قبل عملية "السور الواقي"، [ضد الضفة في سنة 2002] خلال الانتفاضة الثانية، في الأيام الأولى للانتفاضة. ولقد طلب هو وقادة ألوية أُخرى، من قوات البر، من المدرعات والمشاة، من رئيس الأركان شاوول موفاز ورئيس الحكومة أريئيل شارون آنذاك الدخول إلى مناطق (أ) الفلسطينية، بما فيها رام الله التي كان عرفات فيها في المقاطعة، من أجل جمع المعلومات ومنع خروج المخربين من الأماكن التي كانوا ينظمون صفوفهم فيها، ويعدون الأحزمة الناسفة ويخرجون للقيام بعملية بمساعدة مساعدين.
  • لم يسارع شارون موفاز إلى الاستجابة لمناشدات عشرات قادة الألوية حتى ليلة عيد الفصح المشؤومة في سنة 2002 التي قُتل فيها عشرات الأشخاص في هجوم انتحاري على فندق بارك في نتانيا. بعد العملية استجاب الاثنان لطلبهم وبدأت عملية "السور الواقي". كان يئير غولان أحد قادة الألوية التي دخلت إلى مخيمات اللاجئين والمدن الفلسطينية، وكان هذا بداية نهاية عملية السور الواقي. أيضاً رئيس الأركان الحالي، كوخافي، كان بين  قادة الألوية الذين دخلوا مع قواتهم إلى مخيم اللاجئين بلاطة بالقرب من نابلس، ومخيم عايدة القريب من بيت لحم، وإلى القصبة في نابلس في بداية نهاية الانتفاضة الثانية.
  • لا يدّعي اللواء يئير غولان أن الجيش ليس مستعداً للحرب، بل العكس هو الصحيح. هو يدّعي أن الجيش مستعد للحرب، لكن المستويين السياسي والعسكري اللذين قادا عملية الجرف الصامد أثبتا أنهما يتخوفان من إدخال ألوية سلاح البر والمدرعات وقوات الهندسة إلى داخل قطاع غزة بسبب خوف الجمهور الإسرائيلي غير العقلاني من وقوع خسائر وخطف بين قواتنا.
  • نتيجة ذلك، يدّعي غولان، أن قوات البر تضعف ولا تعرف معايير قتال سريع وهجومي. وبدلاً من الدخول إلى غزة والقضاء على إطلاق الصواريخ، انشغلوا فقط بالأنفاق وحولوها إلى موضوع العملية. المراوحة على أطراف القطاع والانشغال بالأنفاق، بدلاً من الاهتمام بالمهمة الأساسية وهي القضاء على منظومة الصواريخ والقذائف التابعة لـ"حماس"، أدّيا إلى استمرار العملية وإلى وقوع خسائر بين قواتنا وبين المواطنين.
  • المسؤول عن ذلك ليس الجيش، بل في الأساس المستوى السياسي الذي خاف من المناورة كما نعرفها، وما يزال يخاف منها ويتجنب القيام بها.
  • السؤال الثاني الذي يعلو مما جرى الكشف عنه الأمس هو من يفعّل القوات البرية للجيش في زمن الحرب وفي أوقات الطوارىء؟ يطرح هذا السؤال اللواء الثاني في الجيش الذي لم يُكشف عن هويته. وهذا الموضوع هو موضع خلاف في الجيش منذ إقامته تقريباً. نظرياً، وفي العرف المعتمد، رئيس الأركان هو عملياً قائد سلاح البر وهو من يفعله، وقائد سلاح الجو هو قائد سلاح الجو، وقائد سلاح البحر هو قائد هذا السلاح.
  • لكن رئيس الأركان هو قائد الجيش كله، وبحسب اللواء، ليس لديه الوقت ولا الانتباه والاهتمام المطلوب من أجل إعداد قوات البر في المراحل العادية وبنائها وتفعيلها في زمن الحرب. وبحسب هذه البنية، قادة الألوية العاملة، هم الذين يفعّلون قوات البر التي تقاتل في الجيش، كل واحد في قطاعه.
  • مؤخراً أضيف إلى قادة المناطق قيادة أُخرى هي قيادة العمق. لكن من يبني القوات البرية، ويخصص لها الأدوات، ويقوم بعمليات الشراء لها، ويسلحها ويدربها، ويدير عملية سياسة القوة البشرية فيها هو قائد سلاح البر الذي لا يقوم هو بتفعيلها في زمن الحرب.
  • هذان الادعاءان مهمان جداً ويفرضان معالجة سريعة وصارمة، لكن الردود عليهما كانت سياسية، مع غانتس وضد غانتس، مع نتنياهو وضد نتنياهو، مع الجرف الصامد وضدها. لم يتطرق أحد بصورة موضوعية إلى المشكلات بحد ذاتها التي ستحدد معالجتها، في تقديري، نتائج الحرب المقبلة للجيش الإسرائيلي، سواء في الساحة الشمالية أو في الساحة الجنوبية. بعد الانتخابات مباشرة هناك حاجة ملحة ليس فقط بالنسبة إلى هيئة الأركان العامة ووزير الدفاع المقبل، بل أيضاً بالنسبة إلى الجمهور كله الذي يجب أن يجري نقداً ذاتياً، وأن يعالج خوفه من استخدام قوات البر في الجيش الإسرائيلي، ومسألة من يُعد ومن يفعل قوات البر في زمن الحرب.
 

المزيد ضمن العدد 3021