كل صاروخ وكل طائرة ورقية حارقة تقرّب غزة من الدمار بدلاً من الازدهار
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • تعارض الإدارة الأميركية بشدة كل ما تمثله "حماس" لأنها تنظيم إرهابي يؤذي الأبرياء ويختبىء وراءهم. إلى جانب ذلك، وفي ضوء الكلام الذي قاله السنوار في المقابلة المنشورة في 5 تشرين الأول/أكتوبر 2018، يبدو أنه يتفق مع مواقف الإدارة في عدة أمور: "يجب أن نمنح الأطفال الفلسطينيين أفضل الفرص كي يصبحوا أطباء أو ليتعلموا المهنة التي يرغبون فيها، وأن نسمح لهم برؤية كيف يبدو العالم في الجانب الآخر".
  • نحن نتفق معه في الرغبة في رؤية اقتصاد مزدهر في غزة، يوفّر فرص عمل لجميع الذين يبحثون عن عمل. وندرك كلانا أن الحرب لن تؤدي إلى حياة أفضل للفلسطينين في غزة؛ فعلياً، الحرب تؤدي إلى مزيد من المعاناة، والبؤس والخسائر للجميع. على الرغم من هذا الاتفاق في الرؤية فإن الإدارة لا تتفق أبداً مع "حماس" بشأن كل ما يتعلق بالطريقة التي تؤدي إلى تحسين حياة الفلسطينيين. لقد اختارت "حماس" الإرهاب، لأنها تعتبر العنف أداة لتحقيق الأهداف السياسية. لكن السيد السنوار قال أيضاً إن هذه الطريقة مصيرها الفشل. لن تنجح "حماس" قط في الانتصار على إسرائيل، وكل صاروخ وطائرة ورقية حارقة على صورة صليب معكوف، وكل نفق إرهابي، سيدفع بغزة إلى مزيد من الدمار وليس إلى الازدهار.
  • أيضاً التكتيك القديم المتمثل بالتهديد بالعنف بهدف الحصول على مساعدة دولية فشل. كما قلنا المرة تلو المرة، الولايات المتحدة يهمها الفلسطينيين وتريد مساعدتهم، لكننا لن ندعم نظاماً يطلق الصواريخ على رياض الأطفال في إسرائيل. تهديدات "حماس" وسلوكها العنيف يجعلان المجتمع الدولي غير قادر على التخفيف من حدة الوضع الإنساني في قطاع غزة. إطلاق الصواريخ من غزة بالأمس، والذي أصاب منازل إسرائيلية وتسبب بإغلاق مدارس في بئر السبع، أعاد إلى الوراء الجهود الدولية لتحسين حياة الفلسطينيين في غزة.
  • يجب على "حماس" أن تدرك أنها أصبحت متخلفة. العالم المتحضر لا يقبل العنف والإرهاب كوسيلتين لمقاومة مشروعة. ويتعين على "حماس" شجب هذه التكتيكات والاعتراف بأنها لن تقدم إلى غزة المساعدة التي تحتاج إليها. "حماس" بحاجة إلى السلطة الفلسطينية، كي تعمل مع الدول المعنية بتقديم المساعدة ، من أجل إقامة مؤسسات قوية وتقديم الخدمات للمدنيين. غزة بحاجة إلى تدخل العالم وتأييده، كي تستمر الأضواء تشع، وكي تكون هناك مياه صالحة للشرب، وهي تحتاج إلى أن تساعد الولايات المتحدة الفلسطينيين والإسرائيليين على إيجاد طريق لتحقيق سلام شامل وقابل للحياة.
  • إذا أرادت "حماس" أن تصبح غزة مثل سنغافورة أو دبي، كما يدّعي السنوار، فقد حان الوقت لأن تصبح أفعال الحركة تصب في هذا الهدف. ويجب على "حماس" أن تقبل التغيير وأن تتبنى القيم التي يتظاهر السنوار بأنه يؤمن بها: ديمقراطية، تعددية، تعاون، وحقوق إنسان، وحريات. هذه القيم ليست موجودة في غزة. ومن الواضح وضوح الشمس أن الفساد وقمع حرية التعبير لا ينسجمان مع هذه القيم بأي صورة من الصور. وهي لا تنسجم أيضاً مع اتفاق السلام الذي نحاول الدفع به قدماً. كيف تستطيع "حماس" مساعدة الشباب على تحقيق الإمكانات الكبيرة لديهم؟ السلام يقدم للشباب فرصة لتطوير قدراتهم. يدّعي السنوار، وهو محق، أن الوضع في غزة يقمع هذه القدرات.
  • منذ سيطرة "حماس" على الحكم يعاني الفلسطينيون صعوبات متزايدة ويتعاظم الفقر. لقد أوضحنا وآخرون في العالم لـ"حماس" أنها إذا كانت معنية بألاّ يُنظر إليها كتنظيم إرهابي مسلح، يجب عليها اتخاذ الخطوات التالية: التخلي عن الإرهاب، والاعتراف بإسرائيل، وقبول الاتفاقات السابقة معها. اظهروا للعالم أن "حماس" يهمها فعلاً الفلسطينيين، واسمحوا للسلطة بالعودة كي يصبح جميع الفلسطينيين موحدين تحت زعامة واحدة. وتعهدوا بالعمل بالوسائل السلمية لتحسين حياة الفلسطينيين.
  • على افتراض أن مقابلة السنوار هي ليست أكثر من حيلة تسويقية، وأن "حماس" فعلاً تريد تغييراً وسلاماً مع جيرانها، فإن خطة السلام التي تبلورها إدارة ترامب تقترح طريقاً للتغيير وتشكل أهم هدية يستطيع السنوار تقديمها إلى أولاده والأولاد الذين تدّعي "حماس" أنهم يهمونها. أمّا إذا كان كلام السنوار هو مجرد مؤامرة خرقاء للحصول على الاهتمام والتعاطف وتحويل الأنظار عن إخفاقات "حماس"، فإذاً لن يتغير أي شي. وستستمر "حماس" في قيادة غزة من جولة رهيبة إلى أُخرى.
 

المزيد ضمن العدد 2953