من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
ألقى المدير العام لمنظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان حجاي إلعاد، أمس (الخميس)، خطاباً أمام مجلس الأمن الدولي انتقد فيه السياسات الإسرائيلية حيال الفلسطينيين، وأكد أنها تشبه ممارسات نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا، وحثّ المجتمع الدولي على التحرّك ضدها.
وركز إلعاد على سياسات الاستيطان في المناطق [المحتلة]، واتهم الحكومة الإسرائيلية بقطع أوصال شعب بأكمله وتقسيم أرضه وتعطيل حياته بشكل متعمد.
وأضاف أنه يستحيل حصول الفلسطينيين على تصاريح بناء من السلطات الإسرائيلية لأن نظام التخطيط الذي أقامته إسرائيل في الضفة الغربية يهدف بحكم تصميمه إلى خدمة المستوطنين وتجريد الفلسطينيين من أرضهم. وأضاف أن حقيقة إعطاء المحكمة الإسرائيلية العليا الضوء الأخضر لهدم قرية الخان الأحمر البدوية شرقي القدس مؤخراً، لا تجعل هدمها عادلاً أو حتى قانونياً، بل تجعل من القضاة متواطئين مع جريمة حرب متمثلة في نقل قسري لأشخاص محميين في أرض محتلة.
وتطرّق إلعاد إلى قطاع غزة فأشار إلى أن المحكمة الإسرائيلية العليا صادقت على عدد من السياسات الإسرائيلية تجاه القطاع، مثل حصاره البحري، أو السماح لقناصة إسرائيليين بمواصلة إطلاق النار على المحتجين بالقرب من السياج الحدودي. وقال إن المشكلة الوحيدة مع كل هذه الممارسات هي أن أياً منها ليس قانونياً أو أخلاقياً، لكن ما دامت لا تثير غضباً وتحركاً في العالم، يمكن لإسرائيل أن تواصل تنفيذها.
وقال إلعاد إنه ليس خائناً ولا بطلاً، وأكد أن الأبطال هم الفلسطينيون الذين يتحملون الاحتلال الإسرائيلي بشجاعة ومثابرة، ويستيقظون في منتصف الليل ليجدوا الجنود يقتحمون منازلهم، ويعرفون أنه إذا قُتل شخص عزيز فإن الإفلات من العقاب يكون مضموناً لجميع القتلة، ويبقون على أرضهم وهم يعرفون أن المسألة هي مسألة وقت فقط قبل أن تصل الجرافات.
وأكد أن منظمة "بتسيلم" لا تركز على مسألة ما إذا كان حل الدولتين أو الدولة الواحدة هو الحل المطلوب للصراع، لكنها معنية أساساً بتطبيق حقوق الإنسان.
بعد ذلك تكلم السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، فشنّ هجوماً حادّاً على إلعاد واتهمه بخدمة أعداء إسرائيل. وقال إن "بتسيلم" ممولة من الاتحاد الأوروبي وعدد من الحكومات الأوروبية وتمت دعوتها إلى مجلس الأمن من جانب بوليفيا، وهي دولة لديها سجل رهيب في مجال انتهاك حقوق الإنسان.
وخاطب دانون إلعاد باللغة العبرية قائلاً "إن جنود الجيش الإسرائيلي يحمونك، وأنت تأتي إلى هنا لتشويه سمعتهم. اخجل من نفسك، إنك متعاون رديء".
كما وجّهت السفيرة الأميركية نيكي هايلي انتقادات إلى أقوال إلعاد، معتبرة إياها زائفة وأحادية الجانب.
ولاقى خطاب إلعاد انتقادات واسعة في إسرائيل.
وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في بيان صدر في الوقت الذي كانت جلسة مجلس الأمن لا تزال منعقدة، إنه في الوقت الذي يستعد الجنود الإسرائيليون للدفاع عن أمن الدولة، اختار المدير العام لـ"بتسيلم" إلقاء خطاب مليء بالأكاذيب في الأمم المتحدة في محاولة لمساعدة أعداء إسرائيل. وأضاف أن سلوك "بتسيلم" هو وصمة عار سيتم تذكرها كحلقة قصيرة وعابرة في تاريخ إسرائيل.
وقال نائب الوزير في ديوان رئاسة الحكومة مايكل أورن إن ظهور إلعاد أمام مجلس الأمن هو تجاوز لكل خط أحمر. وأضاف أن على إسرائيل اتخاذ جميع الخطوات الضرورية لحماية نفسها من هيئة مثل "بتسيلم" تتنكر كمنظمة حقوق إنسان، لكنها في الممارسة العملية تشوّه سمعة إسرائيل وتقوّي أعداءها في الوقت نفسه.
وقال رئيس حزب "يوجد مستقبل" المعارض عضو الكنيست يائير لبيد إن خطاب إلعاد كان مزيجاً متوقعاً من الأكاذيب والتحريفات والدعاية، وأكد أن إلعاد وأمثاله لا يمثلون إلاّ أنفسهم.