88 يوماً مصيرية بالنسبة إلى الديمقراطية في إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•إن الـ88 يوماً الآتية أيام مباركة، فليس في جميع الدول وفي كل وقت تعطى النخبة الديمقراطية القدرة على إقناع الجمهور الواسع بالتصويت إلى جانب قيم التمدن، ونحن في إسرائيل ما تزال لدينا هذه القدرة.

•ما تزال العملية السياسية في إسرائيل مفتوحة ومنتظمة ومثيرة للإعجاب، بيد أن المعركة الانتخابية في سنة 2015 تشكل فرصة أيضاً. وبعد أن أدت حرب الصيف الى توجه الرأي العام الإسرائيلي بصورة حادة نحو اليمين، أعادت عربدة المتشددين في الخريف إحياء الوسط - اليسار.

•لقد فعل اليمين المتشدد في الأشهر الأخيرة ما يحب أن يفعله، أي المبالغة. وتسبب سلوكه الأخرق بشعور الكثيرين بالاشمئزاز واستنفر كثيرين. وبذلك وُجدت فرصة لم توجد مطلقاً منذ سنة 1992 أيام يتسحاق رابين، و1999 أيام إيهود باراك. وهذه الفرصة الثالثة قد لا تتكرر. لذا كل فرد اليوم يقرر، وكل عمل اليوم يقرر. وأعمالنا وتقصيراتنا هي التي ستحدد هل تكون إسرائيل دولة أبناء النور أو دولة أبناء الظلام.

•إن الأيام الـ88 الآتية هي أيام مخيفة لأنه خلالها سيصل الصراع على هوية الدولة اليهودية – الديمقراطية وروحها إلى ذروته. وفي نهايتها سنعرف ما إذا كنّا سنضيء هنا شمعة أمل، أم أن الظلام سيغطي جميع أنحاء البلد. لقد أثبتت الأحداث المأساوية  في سنة 2014 أننا نسير على طبقة رقيقة من الجليد أمنياً وسياسياً وأخلاقياً وعلى صعيد الهوية. كما أثبتت هذه الأحداث أن الخطرين الداخلي والخارجي اللذين يتربصان بالديمقراطية الإسرائيلية يختلفان بصورة جوهرية عن الاخطار التي تتربص بأي ديمقراطية أخرى.

•ما تزال الكتلة القومية كتلة كبيرة، كما لا يزال خطر تشكيل حكومة يمين اليمين اليمين خطراً حقيقياً، ولكن القوى التي تقف ضدها قوى جدية. ويبقى بنيامين نتنياهو برغم أفوله وضعفه، الأكثر رئاسية بين المرشحين لرئاسة الحكومة. كما يبقى نفتالي بينت برغم مواقفه المتطرفة، الأكثر كاريزماتية من بين زعماء الأحزاب. أما أفيغدور ليبرمان فبرغم كونه شخصاً متقلباً بكل معنى الكلمة، فإنه ينجح مرة أخرى في خداع البورجوازية الإسرائيلية والظهور في مظهر الحمل الوديع.

•إذا لم يجر كبح نتنياهو وبينت وليبرمان، فهم قد يحولون إسرائيل إلى كيان سياسي كريه. والدولة التي ستقوم ما بعد الانتخابات ستكون دولة مشوهة. من هنا، فإن المعركة الانتخابية التي بدأت اليوم سيحكم عليها بخواتيمها. إنها تحمل من ناحية أملاً جديداً، ولكنها تنطوي من جهة ثانية على خطر المضي حتى حافة الهاوية.

•إن الأيام الـ88 الآتية أيام اختبار، فكل شيء مفتوح وكل شيء ممكن وكل شيء يعود إلينا. فإذا توجه الديمقراطيون الإسرائيليون نحو الوسط الإسرائيلي تحت قيادة كفوءة ذات مواقف تستحق الاهتمام ومعبأة بصورة جيدة، فسيكون من الممكن إعادة إسرائيل إلى ذاتها واستعادتها صورتها. لكن إذا تشبّث الديمقراطيون بمرشحين واهمين، وأقوال هاذية، ودلع صالونات، فقد تتحول إسرائيل إلى سدوم وعمورة.

•إن الذين يستطيعون إنقاذ الديمقراطية الإسرائيلية هم فقط الديمقراطيون الإسرائيليون الذين عليهم أن يتوجهوا نحو أخواتهم وإخوانهم الإسرائيليين بصورة راشدة ومسؤولة ويقنعوهم بالتصويت إلى جانب إسرائيل المتنوّرة.