•من الصعب تجاهل حقيقة أن الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الكنيست هو خطاب انتخابات بكل معنى الكلمة. كل شيء كان حاضراً، في العموميات والتفاصيل، ولكن ليس هناك انتخابات. من المنتظر أن يكون الأسبوع المقبل حاسماً في هذه القضية، لكن سبق أن مررنا بأسابيع حاسمة من دون أن يحصل شيء في النهاية.
•في نهاية الخطاب الذي ألقاه رئيس المعارضة يتسحاق هيرتسوغ [زعيم حزب العمل]، توجه إليه الوزير سيلفان شالوم قائلاً: "إذا كانت الأمور سيئة إلى هذا الحد، لماذا لا تتقدم باقتراح قانون لحلّ الكنيست؟ ممَّ تخافون؟" لكن هيرتسوغ لم يرد.
•هذه الحادثة الصغيرة هي الحكاية كلها. ففي الواقع، كان يمكن حلّ أزمة قانون القومية، والميزانية، وصفر على الضريبة المضافة وغيرها، خلال بضع ساعات. لكن المسألة ليست جميع هذه القوانين والتصويت عليها، فالمسألة الحقيقية تكمن في عدم الثقة الكبير الذي يشعر به نتنياهو حيال يائير لبيد وتسيبي ليفني. ففي إمكان نتنياهو التوصل معهما إلى اتفاق على الميزانية، لكن لماذا يفعل ذلك ما دام مقتنعاً اقتناعاً كاملاً بأنهما يتآمران عليه من خلف ظهره. ولا شيء يمنعهما بعد إقرار الميزانية من تشكيل ائتلاف حكومي بديل في الكنيست الحالي من دون انتخابات، حتى لو كان المقصود حكومة أقلية. إن الأمر الوحيد الذي يمنع تشكيل مثل هذه الحكومة هو الميزانية، فإذا أقر نتنياهو الميزانية يكون فتح الطريق بنفسه أمام إطاحته.
•لهذا السبب لا اتصالات بشأن أيّ موضوع، لا بشأن الميزانية ولا بشأن صفر على الضريبة المضافة، ولا لإقرار قانون القومية. والاتصالات الوحيدة التي تجري حالياً هي مع تحالف نتنياهو المقبل، أي مع البيت اليهودي وليبرمان والحريديم. وما يسعى إليه نتنياهو هو حصول الليكود والبيت اليهودي والحريديم في الانتخابات المقبلة على 55 مقعداً. ويمكن أن ينضم إليهم ليبرمان وكحلون وآخرون. والرسالة التي يبعث بها نتنياهو هي أنه على الرغم من استطلاعات الرأي، فهو لا يخاف الانتخابات. وهذا لا يعني أنه يرغب بها، ولكنه ببساطة لا يرى كيف يمكن الاستمرار في ائتلاف كل شخص فيه يتصور أنه خلال شهر سيتولى رئاسة الحكومة بدلاً منه.