إذهبوا إلى دمشق
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•ليس من الضروري أن تكون خبيراً استراتيجياً كي تصل إلى الاستنتاج أن مبادرة مؤتمر أنابوليس تحتضر. إن الاحتمال، أو الأمل، اللذين يراودان كلاً من الرئيس جورج بوش وإيهود أولمرت، بأن يجري إرساء أسس التسوية بيننا وبين الفلسطينيين في نهاية سنة 2008 لا معنى لهما. إن الفلسطينيين، كعادتهم، لا يفوتون الفرصة لتفويت أي فرصة.

•ينقسم القادة الفلسطينيون إلى أخيار وأشرار. إن الأخيار على استعداد للتحادث معنا بشأن التسوية السلمية، إلا إنهم ضعفاء وليس في إمكانهم التوصل إلى أي اتفاق باسم الشعب الفلسطيني. أمّا الأشرار فيرغبون في موتنا، ولتحقيق هذا الهدف فإنهم يتحالفون مع "محور الشر" المؤلف من إيران وحزب الله والدول والمنظمات المحسوبة على الأصولية الإسلامية الهوجاء.

•في ظل هذا الوضع هناك خياران أمام إسرائيل: إما أن تجلس مكتوفة اليدين، وإما أن تطلق مبادرة سياسية جديدة هي إجراء محادثات مع سورية. من الضروري فصل سورية عن إيران وحزب الله والمنظمات الإرهابية التي تتلقى المساعدة منها.

•لقد سبق أن توصّل دان مريدور، الذي ترأس "لجنة بلورة مفهوم الأمن الإسرائيلي" (عينها أريئيل شارون وشاؤول موفاز)، بعد أربعة أعوام من الدراسة والبحث، إلى الاستنتاج أن [رئيس الحكومة الأسبق] مناحم بيغن قام بخطوة تاريخية عندما ركز جهوده على إحراز اتفاق السلام مع مصر - الدولة العربية الأقوى وعدو إسرائيل الأخطر منذ إقامتها. وقد حذا يتسحاق رابين حذو بيغن عندما وقع اتفاق السلام مع الأردن. إن السلام يدوم أعواماً طويلة، وتدعمه الولايات المتحدة وأوروبا، ويؤدي إلى استقرار الوضع.

•صحيح أن [الرئيسين السوريين] الأسد الأب والأسد الابن ليسا مفاوضين سهلين، غير أن الاتفاقات التي وُقعت على الجبهة السورية على مدار 35 عاماً تدل على أن السوريين يلتزمون تعهداتهم. وقد قدرت شعبة الاستخبارات العسكرية، في جلسة خاصة للحكومة عقدت قبل أسبوعين، أن فصل سورية من "محور الشر" قابل للتحقيق، وخصوصاً إذا ما حظي بدعم أميركي.

 

•إن الاتفاق مع سورية سيغير الوضع في المنطقة من الناحية الاستراتيجية، ويعزل إيران، ويعزز الأنظمة الإسلامية المعتدلة في المنطقة، كما يمكن لسورية أن تفي بالتزاماتها، خلافاً للفلسطينيين. كل هذا سيحدث إذا ما أدركت إسرائيل أيضاً أن هناك ثمناً باهظاً للحدود الآمنة والمستقرة هو الانسحاب من هضبة الجولان، ويجدر بها أن تدفعه في مقابل السلام.

 

 

المزيد ضمن العدد 415