•على ما يبدو حصل تغيير مهم لدى السلطة الفلسطينية. الإرهاب ضد إسرائيل المنطلق من أراضي يهودا والسامرة [الضفة الغربية] انخفض بصورة كبيرة، ومع أن ذلك تمّ بفضل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، إلا أن هناك جهداً فلسطينياً واضحاً في هذا المضمار.
•أعرف رئيس الوزراء الفلسطيني، د. سلام فياض، جيداً. إن مدى الدعم الذي سيحظى به من أبو مازن ومدى التأييد الذي سيمنحه الجمهور الفلسطيني له سيقرران هل سينجح في تطبيق نياته الحسنة أم لا. أمّا الرئيس أبو مازن، فإن موقفه المعارض للإرهاب والعنف كوسيلة لحل النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني معروف جداً، لكنه زعيم ضعيف. ومع هذا لا شك في أن القيادة الفلسطينية الحالية هي الشريك الأكثر ملائمة لإسرائيل في المفاوضات.
•إن انقسام السلطة الفلسطينية وتحوّل قطاع غزة والضفة الغربية، عملياً، إلى دولتين متعاديتين هو تطور إيجابي في هذا السياق. إن أعمال القتل والفظائع التي ارتكبت في غزة ونظام الإسلام المتطرف الذي يسيطر على نمط الحياة هناك أوضح لمعظم سكان الضفة الغربية أن الإسلام المتطرف، لا إسرائيل، هو مشكلتهم الرئيسية.
•هناك اعتبار آخر مهم لتأييد تسريع العملية السياسية هو موقف الولايات المتحدة. الإدارة الأميركية تتطلع، بل تدفع، نحو التقدم في المسار الإسرائيلي ـ الفلسطيني. وعلى إسرائيل أن تصغي إلى رغبات الإدارة الأميركية الحالية بسبب التفاهمات القائمة معها بشأن التهديدات الأساسية للوجود الإسرائيلي، لا بسبب الصداقة الكبيرة فقط. إن المشكلة الفلسطينية صعبة ومؤلمة في نهاية الأمر، لكنها لا تنطوي على احتمال القضاء على إسرائيل. الخطر الوجودي على إسرائيل يكمن في إيران ووكلائها في الشمال. إن من شأن التسوية في الساحة الفلسطينية أن تمنح الولايات المتحدة المناخ السياسي المطلوب في المنطقة والعالم كي تصعّد خطواتها ضد إيران. والرئيس الأميركي الحالي هو صديق حقيقي ولا يجوز أن تفوّت إسرائيل الفترة المتبقية من حكمه.