الصواريخ القصيرة المدى عوضت العجز الجوي لدى العرب لكن سورية لن تلجأ إليها
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•في حرب يوم الغفران [تشرين الأول/ أكتوبر 1973] درجت العادة على استعمال مصطلح "أهداف استراتيجية" لوصف ثروات ومنشآت معظمها غير عسكري لكنها تنطوي على أهمية كبيرة لسورية. وكان هناك من حدد "أهدافاً لاعتقاده أن النظام السوري سيطلب وقف القتال بمجرد أن نضربها". كانت معظم هذه "الأهداف" في العمق السوري والقليل منها قريب من جبهة القتال في الجولان، وكان هناك من اعتقد أن ضرب البعض منها يمكن أن يؤدي إلى تغيير مجرى القتال وإلى وقف إطلاق النار واستتباب الهدوء على الحدود الشمالية لأعوام طويلة.

•هذه النغمة تتكرر حالياً. الدول العربية لم تتغلب إطلاقاً على ضعفها في المجال الجوي. في العقود القليلة الفائتة انتعشت لديها آمال جديدة بسبب صواريخ أرض ـ أرض، لكن اتضح بعد اندلاع الحرب في العراق أن طريقة القتال هذه إشكالية أيضاً. ومؤخراً ظهر "مفهوم" آلاف الصواريخ القصيرة المدى التي يمكن بواسطتها تغطية الجبهة الداخلية الإسرائيلية كلها. ولا تزال التكنولوجيا العسكرية عاجزة عن تقديم رد فعال عليها.

•في الفترة الحالية التي لم نستكمل فيها بعد حلولنا لمواجهتها، والتي يبني فيها السوريون قدرة واسعة على إطلاق الصواريخ نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية، تُدرس مجدداً فكرة ضرب البنى الاقتصادية والحكومية. يقول مؤيدو هذه الفكرة إن سورية دولة تتحمل المسؤولية عن اقتصادها ومواطنيها، ولذا لن يكون في وسعها أن تتحمل ضربات إسرائيلية كهذه، وستمتنع عن تنفيذ خطتها المتعلقة بالصواريخ.

•في حرب يوم الغفران توليت منصب رئيس قسم العمليات في سلاح الجو. بعد بضعة أيام من القتال طلب قادتنا أن نهاجم "أهدافاً استراتيجية" في سورية. وقد تمّ تنفيذ 153 هجوماً فقط ضد "أهداف استراتيجية" من مجموع 11500 غارة قام بها الطيران الحربي الإسرائيلي. كان تأثير هذه الهجمات ـ إذا كان لها تأثير أصلاً ـ محدوداً جداً في موصلة سورية القتال. كان علينا أن نضرب المنظومات العسكرية من أجل الردع أو الإيلام، لأن معاناة السكان المدنيين لا تخفض أو تزيد احتمالات إنهاء الحرب.

 

•إن الاقتصاد السوري والبنى التحتية السورية مختلفة الآن عما كانت عليه في ذلك الوقت. لقد نشأت طبقة وسطى ليس في وسع نظام الحكم الاستمرار من دونها. مع ذلك، فإن سلطة الطائفة العلوية الصغيرة في سورية لا تزال معتمدة على الجيش. علاوة على ذلك، فإن ضرب السكان غير المقاتلين سيوجد كراهية بعيدة المدى لنا في هذا القسم من العالم الذي سنضطر إلى أن نعيش في المستقبل مع سكانه.           

 

 

المزيد ضمن العدد 297