العودة إلى خطوط 4 حزيران 1967 يعني الاحتلال السوري للجليل لا إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•النظام السوري غير محبوب في العالم، وهذا الأمر يصب في مصلحة إسرائيل من نواح مختلفة. وهذا ما أكّده عدم صدور ردّة فعل دولية على ما نشر بشأن ما حصل في الأجواء السورية مؤخراً. لكن لا يجوز أن يوهم أحد نفسه أكثر من اللازم، فمطلب سورية أن تستعيد سيادتها على هضبة الجولان يحظى بتأييد قوي في العالم، لأن استقرار الحدود الدولية المعترف بها يعدّ مصلحة حيوية للأسرة الدولية، وهذا ليس من منطلق الحب لبشار الأسد ولا حتى من منطلق الحب للقانون الدولي نفسه.

•ترتّب على ذلك عدم ممارسة ضغط على إسرائيل للانسحاب من هضبة الجولان، ولكن من جهة أخرى لا يوجد أي احتمال لتوقيع اتفاق سلام مع سورية أكان ذلك بضم الجولان أو قسم منه. لذا لن تخسر إسرائيل شيئاً إذا أعلنت عن استعدادها لإعادة السيادة السورية إلى الجولان عندما يتم التوصل إلى سلام. وبغض النظر عن احتمالات التوصل إلى السلام في المستقبل القريب تقتضي المصلحة الإسرائيلية أن نقنع الأسرة الدولية بأن النزاع بين الدولتين غير ناجم عن رغبة إسرائيل في السيطرة إلى الأبد على منطقة تابعة للسيادة السورية.

 

•لا يعني هذا الأمر أن الثمن الإقليمي للاتفاق مع سورية معروف ومحسوم، فالسوريون لا يعترفون بالحدود الدولية ويطالبون بانسحاب إسرائيل إلى خطوط 4 حزيران/ يونيو 1967. صحيح أن الفارق بين الخطين ضئيل جداً، لكنه يتضمن مصلحة إسرائيلية حيوية تتمثل في استمرار السيطرة على شاطئ طبرية الذي يطالب السوريون بالوصول إليه. لا يجوز قبول هذا المطلب. إن "الانسحاب الكامل في مقابل السلام الكامل" يعني إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان، لا إعادة الاحتلال السوري إلى الجليل، الذي نجم عن حرب خاضتها سورية في عام 1948 من منطلق معارضتها لقرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة.

 

 

المزيد ضمن العدد 297