•منذ أيام دافيد بن غوريون [أول رئيس للحكومة الإسرائيلية] يعتبر الردع أحد أضلاع المثلث الـذي يقوم عليه مفهوم الأمـن الإسرائيلي، وهـو مثلث: الردع ـ الإنذار ـ الحسم. ويكفي أن نستعيد نموذجين تاريخيين لفهم أن من غير الجائز النظر إلى تعبير الردع بصورة بسيطة.
•في الظاهر كان يفترض بحرب الأيام الستة [حرب حزيران/ يونيو 1967]، التي هزم الجيش الإسرائيلي فيها ثلاثة جيوش عربية، أن توفر لنا ردعاً لأعوام طويلة. لكن على مدار أقل من ثلاثة أعوام بعد وقوعها فرض علينا [جمال] عبد الناصر حرب استنزاف، وبعد ذلك بثلاثة أعوام شنّ [أنور] السادات و[حافظ] الأسد معركة شاملة في نطاقها ومحددة في أهدافها.
•النموذج الثاني، المضاد، حدث في الوقت الذي تضررت فيه قدرة الردع الإسرائيلية، بحسب أقوال اللواء عاموس يادلين، أي في الصيف الفائت. كانت لدى بشار الأسد أسباب كثيرة لشن حرب في أثناء حرب لبنان الثانية، لكنه لم يفعل لأنه فهم جيداً أن لديه ما يخسره. هذا واقع ثابت رادع أكثر من أي إثبات آخر للقوة الإسرائيلية. ولا شك في أن هذا الواقع يندرج في عداد حساباته الآن وهو يتخبط في كيفية الرد على عملية سلاح الجو.
•ما الذي ينبغي تعلمه من ذلك؟ أن الردع قائم دائماً في سياق المصالح وحدها. وهذا ينسحب علينا أيضاً. توجد لإسرائيل مصالح وقرارات وطنية، كأن تبذل ما في وسعها، بما في ذلك استعمال القوة، للحيلولة دون نشوء وضع تمتلك فيه دول معادية قدرة نووية.