من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•فرض وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك صمتاً مطلقاً على ما حدث في الأجواء السورية قبل نحو أسبوعين، تماماً كما كان يهوى منذ أيام صباه التي كان يغلق فيها جهاز الاتصال اللاسلكي وهو خلف الحدود حتى لا يصبح في وسع القيادة العليا أن تعيده قبل تنفيذ العملية المقررة. في ظل أمر واحد يطبق بصرامة على المدنيين والعسكريين تحولت دولة بكاملها إلى وحدة "سييرت متكال" [وحدة عمليات خاصة تابعة لهيئة الأركان العامة].
•باراك لم يتخلص البتة من حبّه للسرية والتعتيم. عندما اقترح على وزير الدفاع أريئيل شارون، في ربيع 1982، أن يحوّل العملية المقرّرة آنذاك ضد منظمة التحرير الفلسطينية إلى هجوم ضد الجيش السوري، وضع مخططاً كاملاً لذلك، واحتوى المخطط على مناورات علنية. ومما كتبه اللواء باراك الذي كان رئيس قسم التخطيط في هيئة الأركان العامة في ذلك الوقت: "لا حاجة لأن نلغي الخطط القائمة بشكل معلن. إن استمرار وجود هذه الخطط يوفر التمويه والضجة الخلفية الملائمة للخطة الأصلية. في المرحلة الأولى يمكن الاكتفاء بخمسة أو ستة ضباط فقط يعرفون النيات كافة. وعشية بدء العمليات سيكون من الضروري أن نشرك آخرين بصورة تدريجية".
•إن إخفاء المعلومات هو نصف الحكاية. أما النصف الآخر، في هذا المنزلق الأملس، فهو الخداع. في هذا الشأن أرى وجوب التذكير بأن شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) قررت، في ذروة التوتر القائم بين دمشق والقدس، إشراك الصحافة، وبواسطتها إشراك الجمهور العريض في قلق جديد هو أن الروس يحرضون السوريين على إسرائيل بحجة أنها تعد العدّة للقيام بعملية عسكرية ضد سورية. الصحافة ابتلعت هذا الطُعم وعرضت الرواية الرسمية كما لو أنها حقيقية. لكن بعد التحليق الجوي الإسرائيلي الغامض يثور الشك فيما إذا كان الروس التقطوا شيئاً ما. وفي "أمان" كذبوا علينا وغرروا بالصحافة الإسرائيلية تطبيقاً لما سبق أن كتبه باراك بشأن جعل "التمويه ضجة خلفية ملائمة للخطة الأصلية".