تغير طريقة عمل خلايا إطلاق الصواريخ في غزة يذكّر بحزب الله وخبراء أتوا إلى قطاع غزة من الخارج
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•رغم أن إطلاق صواريخ القسّام مرتبط بحركة بحماس، التي كانت أول من أطلقها، فإن خطر إطلاقها مع بدء العام الدراسي الجديد يأتي من قبل المنظمات الفلسطينية الأخرى. منذ أن سيطرت حماس نهائياً على قطاع غزة في حزيران/ يونيو الماضي فإنها تقلل من إطلاق صواريخ القسام وتدع المهمة للجهاد الإسلامي وفصائل صغيرة أخرى. في هذه الأثناء نجحت حماس في استكمال خط إنتاج فاعل لراجمات صواريخ من عيار 90 و100 ميليمتر. وتتيح هذه الراجمات للحركة التركيز على أهداف عسكرية، في الوقت الذي تضرب فيه حركة الجهاد الإسلامي المدنيين. وسيكون في وسع حماس التي أصبح في حوزتها صواريخ يبلغ مداها أربعة كيلومترات تقريباً، أن تضرب معظم قواعد الجيش الإسرائيلي القريبة من السياج الحدودي المحيط بقطاع غزة. إن أي قوة عسكرية إسرائيلية تبقى دون سبب بمحاذاة السياج الحدودي تعرف الآن أنه سيتم اكتشافها بسرعة وتكون عرضة لقصف الراجمات.

•لا يزال مصدر القلق الأساسي هو صواريخ القسام وصواريخ الكاتيوشا القليلة التي تم تهريبها إلى القطاع. وقد لوحظ أن هناك تطويراً معيناً أدخل على هذه الصواريخ في الأشهر القليلة الفائتة، بحيث أصبحت أكثر دقة وفتكاً. وليس من المستبعد أن تكون حركة الجهاد تستعمل الآن أجهزة توجيه عبر الأقمار الاصطناعية (G.P.S.)  من أجل تحسين نتائج القصف. كما أن ضرب منصات إطلاق الصواريخ والذين يشغّلونها أصبح أكثر صعوبة. في تشرين الثاني/ نوفمبر 2006 نجح الجيش الإسرائيلي في تدمير إحدى عشرة خلية من خلايا إطلاق الصواريخ. منذ ذلك الوقت تغيرت طريقة عمل هذه الخلايا بشكل يذكّرنا بجهوزية حزب الله في جنوب لبنان. ويمكن الافتراض بأن هذا التغيير تم على أثر نصائح تلقاها الفلسطينيون من خبراء أتوا إلى قطاع غزة من الخارج.

•إن السؤال المطروح بالنسبة لإسرائيل هو: متى ستنجح حماس في التقدم نحو المراحل المقبلة؟ لم تتجاوز حماس بعد خطين أحمرين: القدرة على تخزين الصواريخ لفترة طويلة، والقدرة على إطالة مداها. يصل مدى الصواريخ الآن إلى أحد عشر كيلومتراً بعد أن كان ثلاثة كيلومترات قبل خمسة أعوام. إذا بلغ مداها خمسة عشر كيلومتراً فستصبح عسقلان عرضة لخطر القصف الدائم.

 

•يبدو أن حماس حالياً معنية أساساً بإبقاء الجبهة على نار هادئة أو متوسطة. وذلك ناجم بصورة رئيسة عن خشية الحركة من ضعف التأييد الشعبي لها في القطاع. إن هذا الضعف متصل بتفاقم الأوضاع الاقتصادية نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع وبالنجاح الجزئي لقيادة السلطة الفلسطينية في رام الله في دفع المفاوضات مع إسرائيل قدماً. وتقف في صلب حملة النقد الجديدة لحماس التصرفات العنيفة لأفراد القوة التنفيذية. كما أن العدد المتزايد للمشتركين في التظاهرات يثير لدى حركة حماس التخوّف من غليان شعبي ضدها. ومن الجائز أن يعتقد البعض في حماس بأن المخرج الأبسط من هذه الورطة يكمن في جرّ إسرائيل تدريجياً إلى قتال جديد في قطاع غزة.

 

 

المزيد ضمن العدد 284