•بهدوء ولا مبالاة عامة وسياسية يتم التعامل مع الاتصالات بين إيهود أولمرت وأبو مازن بشأن صوغ اتفاق مبادئ، أو اتفاق إطار، لحل دائم تمهيداً للمؤتمر الدولي المتوقع انعقاده في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. هل السبب في ذلك حرّ الصيف أم لأن الجمهور العريض يشعر بأن ما يجري على مرأى منه منفصل عن الواقع؟ مهما تكن الأسباب فلا توجد للطرفين بدائل أخرى. لقد ألقي كلاهما في البحر بأمر من كوندوليزا رايس وعليهما أن يسبحا حتى لا يغرقا. وبجوارهما سباحون آخرون مثل مصر والأردن، بينما يتطلع أولمرت لأن يسبح السعوديون أيضاً معه.
•لا يوجد أي سوء في حركات السباحة التي يقوم بها أولمرت، لكن بشرطين: الأول ـ ألا يلتزم بشيء ليس في وسعه تطبيقه في المستقبل، والثاني ـ ألا يوهم نفسه ويوهمنا بأننا سنصل إلى برّ الأمان لدى الانتهاء من السباحة. في وسع هذه السباحة، في أحسن الأحوال، أن تساعدنا في الساحتين الدولية والعربية عندما تتفاقم الأزمة المقبلة في جبهتنا الشمالية.
•للأسف لا أستطيع الاتفاق مع العناوين العريضة التي نشرت في "معاريف" يوم الأربعاء الماضي وبشّرتنا بإطلاق "صفارة الهدوء" على الجبهة السورية، وقدمت لنا في اليوم التالي تفسيراً لسبب التوتر الذي احتدم هناك، فألقت بالتهمة كلها على الروس الذين زودوا السوريين، كما فعلوا في عام 1967، بمعلومات كاذبة بشأن نية إسرائيل مهاجمة سورية. إن الواقع ليس على هذا النحو. مشاكل الجبهة الشمالية، مع حزب الله وسورية وإيران، هي مشاكل عميقة وغير مرتبطة بفصول السنة، أو بهذه التدريبات أو تلك في هضبة الجولان، أو بعناوين وسائل الإعلام. لقد تعلمنا منذ أكثر من عام أن الواقع في هذه الجبهة هو واقع قاس ومُرّ.