•يؤكد تقرير متشائم جديد أعدته ست عشرة وكالة استخبارات وتجسّس أميركية أن كل الجهود الرامية إلى وقف أو عرقلة البرنامج النووي الإيراني باءت بالفشل، مثلما فشلت خطوات وضع حد للتأييد الذي تمنحه طهران للمنظمات الإرهابية المختلفة في الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي والعناصر الإرهابية الشيعية في العراق. ويتبين من المادة الاستخبارية الأميركية ومن مصادر أخرى أن الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الأسرة الدولية لإجبار إيران على تغيير طريقها لم تجدِ نفعاً.
•تقارير الاستخبارات الأميركية تصل إلى الاستنتاج بأن "آية الله علي خامنئي سيبقى الزعيم الأقوى الذي لا منازع له في بلاده". لقد أعلنت الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات نيتها العمل في غضون الأسابيع القريبة المقبلة على فرض عقوبات إضافية على إيران في مجلس الأمن، لكن بحسب تجربة الماضي، وإذا ما أخذنا في الاعتبار الخط السياسي الجديد الذي تنتهجه روسيا، فليست هناك فرصة للنجاح في تطبيق هذه العقوبات.
•بالإضافة إلى التهديد المباشر الذي يعنيه تحوّل إيران إلى دولة نووية بالنسبة لإسرائيل فإن النيات الموجودة لدى طهران للتغلغل الإستراتيجي في الدول المجاورة لنا تنطوي على تداعيات مباشرة أخرى. قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس أصبح موقعاً أمامياً لنظام آيات الله، ويمكن أن يأتي دور الضفة الغربية قريباً. وإذا صحت الأنباء بشأن نية الحكومة الإسرائيلية تسليم نحو 100% من مساحة يهودا والسامرة [الضفة الغربية] إلى الفلسطينيين بما في ذلك "ممر آمن" من غزة إلى الضفة فستصبح إيران هنا، لا بالمفهوم الأيديولوجي فقط.
•إن النظرية التي توجه المسؤولين في القدس وواشنطن هي أن العالم العربي "المعتدل" برئاسة السعودية، بسبب خشيته من النيات الإيرانية، سيفرض على الفلسطينيين تسوية النزاع مع إسرائيل بطرق سلمية. لكن إذا ما حكمنا على الأمور بحسب تصريحات المتحدثين العرب أو بحسب "مبادرة السلام العربية"، التي على ما يظهر ستكون في صلب المؤتمر الدولي المرتقب، فإن هدف العرب الحقيقي هو تدعيم الوحدة العربية بتنازلات إسرائيلية أحادية الجانب.