الأميركيون لم يتعلموا الدرس من فشل قمة كامب ديفيد الثانية والانتفاضة التي أعقبتها
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•مرّت ستة أسابيع على الخطاب الذي أعلن فيه الرئيس الأميركي جورج بوش قراره دعوة إسرائيل والفلسطينيين وبعض الدول العربية لاجتماع يخصص "لدفع فكرة الدولة الفلسطينية قدماً". وعلى ما يبدو يستمر التناقض بين رؤية الدولتين وبين الواقع في المناطق [المحتلة]. الحقيقة أن بوش الابن أيضاً طالب إسرائيل، كما فعل والده عشية انعقاد مؤتمر مدريد في تشرين الأول/ أكتوبر 1991، بالكفّ عن توسيع المستوطنات. بل إنه دعاها لإخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية، وهو تعبير جديد نسبياً في المصطلحات المستخدمة أميركياً. في الفترة التي جلس فيها بوش الأب في البيت الأبيض اعتبر أي بناء إسرائيلي في المناطق المحتلة مخالفاً للقانون الدولي.

•في خطابه بتاريخ 16 تموز/ يوليو 2007 لم يكتف الرئيس بوش بكلام عام عن "الرؤية" و"الأفق السياسي" ولم يتردد في التطرّق إلى "المواضيع الجوهرية". قال الرئيس إنه ينبغي البدء في مفاوضات بشأن الحدود واللاجئين والقدس والاستناد في تعيين الحدود إلى "الخطوط التي كانت قائمة في الماضي والواقع القائم في الوقت الحاضر مع تعديلات متفق عليها". ماذا حصل منذ ذلك الوقت؟ ها هو الخريف (الموعد المقرر للمؤتمر أو "للقاء" الدولي أو الإقليمي) يقترب ولم تصدر بعد دعوات ولا تاريخ لعقده ولا توجد قائمة مدعوين ولا جدول أعمال.

•لولا أن الأمر يتعلق بالدولة الأقوى في العالم، وبمؤتمر يقصد به أن يغير ميزان القوى الإقليمي بين المعتدلين والمتطرفين، لكان بالإمكان أن ننفجر ضحكاً. وإذا لم يحصل أمر غير متوقع فستأتي كوندوليزا رايس إلى هنا بعد أسبوعين لعدة ساعات، وتؤيد اقتراح زميلتها تسيبي ليفني بـ "خفض التوقعات".

 

•سبق لوزير الخارجية الأميركي جيمس بيكر أن قام بجولة مكوكية زار خلالها المنطقة سبع مرات بين آذار/ مارس وتشرين الأول/ أكتوبر 1991 من أجل التحضير لمؤتمر مدريد الذي كان بالأساس مراسم افتتاح احتفالية لمفاوضات عقيمة بين إسرائيل والعرب. ولم يتخيل أحد آنذاك طرح قضايا مثل جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] واللاجئين الفلسطينيين وتبادل الأراضي. الأميركيون لم يتعلموا الدرس المرّ من فشل قمة كامب ديفيد الثانية والانتفاضة التي أعقبتها. إن مؤتمرات السلام ليست لعبة.

 

 

المزيد ضمن العدد 284